عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

باب: كيف آخى النبي بين أصحابه
  
              

          ░50▒ (ص) باب: كَيْفَ آخَى النَّبِيُّ صلعم بَيْنَ أَصْحَابِهِ؟
          (ش) أي: هذا بابٌ في بيان كيفيَّة إخاء النَّبِيِّ صلعم بين أصحابه، قال أبو عمر: كانت المؤاخاة مَرَّتينِ؛ مَرَّةً بين المهاجرين خاصَّة، وذلك بِمَكَّةَ، ومرَّة بين المهاجرين والأنصار، وهذه هي المقصودة هنا.
          (ص) وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَن بْنُ عَوْفٍ: آخَى النَّبِيُّ صلعم بَيْنِي وَبَيْنَ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ الأَنْصَارِيُّ لَمَّا قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ.
          (ش) هذه قطعة مِن حديثٍ أخرجه البُخَاريُّ بتمامه في (البيوع) في أَوَّل بابٍ مِن أبوابه فَإِنَّهُ أخرجه هناك عن عبد العزيز بن عبد الله عن إبراهيمَ بن سعد عن أبيه عن جدِّه قال: قال عبد الرَّحْمَن بن عوف: لمَّا قدمنا المدينة؛ آخى رسول الله صلعم بيني وبين سعد بن الربيع... الحديث.
          (ص) وَقَالَ أَبُو جُحَيْفَةَ: آخَى رَسُولُ اللهِ صلعم بَيْنَ سَلْمَانَ وَأَبِي الدَّرْدَاءِ.
          (ش) (أَبُو جُحَيْفَةَ) بِضَمِّ الجيم، وفتح الحاء، وسكون الياء آخر الحروف، وبالفاء، اسمه وَهْب بن عبد الله السُّوائيُّ، وهو مِن صغار الصحابة، قيل: مات رسول الله صلعم وهو لم يبلغ الحلم، نزل الكوفة وابتنى بها دارًا، مات في سنةِ أربع وسبعين.
          وهذا التعليقُ قطعةٌ مِن حديث أخرجه البُخَاريُّ بتمامه في (كتاب الصيام) في (باب مَن أقسم على أخيه ليفطر في التطوُّع) فَإِنَّهُ أخرجه هناك عن مُحَمَّد بن بشَّار عن جعفر بن عَون عن أبي العُمَيس عن عَوْن بن أبي جُحَيفة عن أبيه قال: آخى النَّبِيُّ صلعم ... إلى آخره.