عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

باب قول الله ╡ : {ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة}
  
              

          ░10▒ (ص) بَابُ قَولِ اللهِ ╡ : {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ}[الحشر:9].
          (ش) أي: هذا بَابٌ في ذكر قولِ الله تعالى...، إِنَّما ذكر هذه الآيةَ؛ بناءً على أنَّها نزلت في الأنصار، ولكنَّ ظاهرَ حديثِ البابِ يدلُّ على أنَّها نزلت في رجلٍ أنصاريٍّ، على ما يجيء بيانُه عَن قريبٍ، وعلى كلِّ حالٍ المطابقةُ موجودةٌ مِن حيث إنَّها فيمَن يُسمَّى بالأنصاريِّ، مفردًا أو بـ(الأنصار) جمعًا، واختلفوا في سبب نزولها، على ما نذكره الآن.
          قوله: ({وَيُؤْثِرُونَ}) مِن آثرتُهُ بكذا؛ أي: خَصَصتُهُ؛ أي: يؤثرون بأموالهم ومساكنهم؛ أي: لا عن غنًى، بل مع احتياجهم، وهو معنى قوله: ({وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ}) أي: فقرٌ وحاجةٌ.