عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

حديث: يا عائش هذا جبريل يقرئك السلام
  
              

          3768- (ص) حَدَّثَنَا يَحْيَى ابن بُكَيْرٍ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ: قَالَ أَبُو سَلَمَةَ: إِنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلعم يَوْمًا: «يَا عَائِشَ؛ هَذَا جِبْرِيلُ يُقْرِئُكِ السَّلَامَ»، فَقُلْت: وَ ◙ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ، تَرَى مَا لَا أَرَى؟! تُرِيدُ رَسُولَ اللهِ صلعم .
          (ش) مطابقتُه للترجمة مِن حيث إنَّ سلامَ جبريلَ عليها يدلُّ على أنَّ لها فضلًا عظيمًا، واستدلَّ به بعضُهم لفضل خديجةَ على عائشةَ؛ لأنَّ الذي وَرَد في حقِّ خديجةَ أنَّ النَّبِيّ صلعم قال لها: «إنَّ جِبريل يُقرِئُكِ السلامَ مِن ربك»، وهنا السلامُ مِن جبريل خاصَّةً.
          و(يَحْيَى ابْنُ بُكَيْرٍ) هو يحيى بن عبد الله بن بُكَير، المَخْزُومِيُّ المِصْريُّ، وهذا روى له مسلمٌ أيضًا، و(يُونُسُ) ابن يَزِيدَ، و(أَبُو سَلَمَةَ) ابن عبد الرَّحْمَن ابن عوف.
          والحديث مرَّ في (بَدْء الخلق)، ومرَّ الكلامُ فيه هناك.
          قوله: (يَا عَائِشُ) مُرخَّمٌ، يجوز في الشِّين الضمُّ والفتحُ.
          قوله: (تَرَى) خطابٌ لرسول الله صلعم ، وأوضحه بقوله: (تُرِيدُ رَسُولَ اللهِ صلعم ).