عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

باب ذكر مصعب بن عمير
  
              

          ░21م▒ (ص) بَابٌ مَنَاقِبُ مُصْعَبِ بْنِ عُمَيْرٍ.
          (ش) أي: هذا بابٌ في بيان مناقب مصعب، ذكر مناقبَ مصعبِ بن عُميرٍ، ولم يذكر / فيه شيئًا، وكأنَّه لم يجد شيئًا على شرطه وبيَّض له، وفي بعض النُّسَخ: <ذكر مصعبَ بنَ عُمَيْر> ليس إلَّا.
          و(مُصْعَبُ بنُ عُمَيْر) ابن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصيٍّ، القرشيُّ العبدريُّ، يُكنَّى أبا عَبْد الله، كان مِن جلَّة الصحابة وفضلائهم، وكان رسول الله صلعم قد بعثه إلى المدينة قبل الهجرة، بعد العقبة الثانية يُقرِئهمُ القرآنَ، ويفقِّهُهم في الدين، وكان يُدْعَى القارئ والمقرئ، ويقال: إنَّهُ أَوَّلُ مَن جمَّع الجمعةَ بالمدينة قبل الهجرة، وقُتِلَ يوم أحدٍ شهيدًا، قتله ابن قمِئة الليثيُّ فيما قال ابن إسحاق، وهو يومئذٍ ابنُ أربعين سنةً، أو أزيد شيئًا، وأسلم بعد دخول رسول الله صلعم دارَ الأرقم، وكان بلغه أنَّ رسولَ الله صلعم يدعو إلى الإسلام في دار الأرقم، فدخل وأسلم، وكتم إسلامَه؛ خوفًا مِن أمِّه وقومه، وكان يختلف إلى رسول الله صلعم سرًّا، فبَصُر به عثمانُ بن طلحةَ يصلِّي، فأخبر به قومَه وأمَّه، فأخذوه، فحبسوه، فلم يزل محبوسًا إلى أنْ خرج إلى أرض الحبشة، وهاجر إلى أرض الحبشة في أَوَّلِ مَن هاجر إليها، ثُمَّ شهد بدرًا.