عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

باب مناقب عثمان بن عفان
  
              

          ░7▒ (ص) بَابُ مَنَاقِبِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ أَبِي عَمْرٍو الْقُرَشِيِّ ☺ .
          (ش) أي: هذا بَابٌ في بيانِ مناقبِ عثمانَ بنِ عفَّانَ بنِ أبي العاصِ بن أميَّة بن عبدِ شمس بن عبد مناف، يجتمع مع النَّبِيِّ صلعم في عبد منافٍ، وكنيتُه أبو عَمْرٍو، الذي استقرَّ عليه الأمرُ، وفيه قولان أيضًا؛ أبو عبد الله، وأبو ليلى، وعن الزُّهْريِّ: أنَّهُ كان يُكنَّى أبا عبدِ الله بابنه عبدِ اللهِ رُزِقَهُ مِن رقيَّةَ بنتِ رسولِ الله صلعم ، وحكى ابن قُتيبة: أنَّ بعضَ مَن ينتقصه يُكنِّيه أبا ليلى يشيرُ إلى لين جانبِهِ، وقد اشتُهِرَ أنَّ لقبَه ذو النُّورَينِ، وقيل للمُهَلَّب بن أبي صفرةَ: لِمَ قيلَ لعثمانَ: ذو النُّورَين؟ قال: لأنَّه لم نعلَمْ أحدًا أسبلَ سترًا على ابنتَي نبيٍّ غيرِه، وروى خَيْثَمة في «الفضائل» والدَّارَقُطْنيُّ في «الأفراد» مِن حديث عليٍّ ☺ : أنَّهُ ذكر عثمان، فقال: ذاك امرُؤٌ يُدعَى في السَّماء ذا النُّورين، وأمُّه أروى بنت كريز بنِ ربيعةِ بن حَبيبِ بن عبد شمس بن عبد مَنافٍ، وأمُّها أمُّ حكيمٍ البيضاءُ بنتُ عبد المُطَّلب عمَّةُ رسول الله صلعم .
          (ص) وَقَالَ النَّبِيُّ صلعم : «مَنْ يَحْفِرْ بِئْرَ رُومَةَ؛ فَلَهُ الْجَنَّةُ»، فَحَفَرَهَا عُثْمَانُ ☺ .
          (ش) هذا التَّعليقُ مضى في (الوقف) في (باب: إذا وَقف أرضًا أو بئرًا...) عن عَبَدَانَ عن أبيه عَن شعبةَ... إلى آخره، ووصله الدَّارَقُطْنيُّ والإسماعيليُّ وغيرُهما مِن طريق القاسمِ بنِ مُحَمَّدٍ المَرْوَزِيِّ عن عَبَدَان، ولفظ البُخَاريِّ عنه: (أنَّ عثمان ☺ قال: ألستُم تعلمونَ أنَّ رسول الله صلعم قال: «من حفر بئر رومةَ؛ فله الجنَّةُ؟ فحفرتها...»؛ الحديث، وقد مضى الكلامُ فيه هناك مُستقصًى.
          (ص) وَقَالَ: «مَنْ جَهَّزَ جَيْشَ الْعُسْرَةِ؛ فَلَهُ الْجَنَّةُ»، فَجَهَّزَهُ عُثْمَانُ.
          (ش) أي: وقال النَّبِيُّ صلعم ... إلى آخره، قد مرَّ في البابِ المذكورِ آنفًا في الحديثِ المذكورِ فيه.
          و(جَيْشَ الْعُسْرَةِ) هو غزوة تبوك، وسُمِيَتْ بها؛ لأنَّها كانت في زمان شدَّة الحرِّ وجدبِ البلاد، وفي شقَّةٍ بعيدةٍ، وعدوٍّ كثيرٍ.
          قوله: (فَجَهَّزَهُ عُثْمَانُ) أي: جهَّز جيشَ العسرةِ، وقال الكَرْمَانِيُّ: فجهَّزه بتسعِ مئةٍ وخمسين بعيرًا، وخمسين فَرَسًا، وجاء إلى النَّبِيِّ صلعم بألفِ دينارٍ.