عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

باب مناقب قرابة رسول الله
  
              

          ░12▒ (ص) بَابُ مَنَاقِبِ قَرَابَةِ رَسُولِ اللهِ صلعم وَمَنْقَبَةِ فَاطِمَةَ ♀ بِنْتِ رَسُولِ اللهِ صلعم .
          (ش) أي: هذا بَابٌ في بيانِ مَنَاقبِ قرابةِ رسولِ الله صلعم ، و(قَرَابةُ رَسُولِ اللهِ صلعم ) مَن ينتسبُ إلى جدِّه الأقربِ؛ وهو عبد المطَّلب، ممَّن صحِبَ النَّبِيَّ صلعم منهم، أو رآه مِن ذكرٍ وأنثى؛ وهم: عليٌّ وأولادُه؛ الحَسَنُ والحُسَينُ ومُحسِنٌ وأمُّ كلثوم مِن فاطمةَ، وجعفرٌ وأولادُه؛ عبدُ الله وعونٌ ومُحَمَّدٌ، ويقال: كان لجعفرِ بنِ أبي طالب ابنٌ اسمُهُ أحمدُ، وعَقِيلُ بنُ أبي طالب وولدُهُ مسلمُ بن عَقَيلٍ، وحمزةُ بن عبد المُطَّلب وأولادُهُ؛ يَعْلَى وعُمارةُ وأمامةُ، والعَبَّاسُ بن عبد المطَّلب وأولادُهُ الذكور العشرةُ؛ وهم: الفضلُ وعبدُ الله وقُثَمُ وعُبيد الله والحارثُ ومَعْبَدٌ وعبدُ الرَّحْمَن وكثيرٌ وعونٌ وتمَّامٌ، وفيه يقول العَبَّاسُ:
تمُّوا بتمَّامٍ فصاروا عشره                     يا ربِّ فاجعلْهُم كرامًا بَرَرَه
          ويقال: إنَّ لكلٍّ منهم رؤيةً، وكان له مِن الإناث: أمُّ / حبيبٍ وآمنةُ وصفيَّةُ، وأكثرُهم مِن لبابةَ أمِّ الفضلِ، ومُعتِّبُ بن أبي لهبٍ، والعَبَّاسُ بنُ عُتْبَةَ بنِ أبي لهبٍ، وكان زوجَ آمنةَ بنتِ العَبَّاس؛ وعبدُ الله بن الزُّبَير بن عبد المطَّلب، وأخته ضُبَاعةُ، وكانت زوجَ المقدادِ بنِ الأسود، وأبو سفيانَ بنُ الحارثِ بنِ عبد المطَّلب وابنُه جعفرٌ، ونوفلُ بن الحارث بن عبدِ المطَّلب وابناه؛ المغيرةُ والحارثُ، ولعبد الله بن الحارث هذا رؤيةٌ، وكان يُلقَّب بَبَّه؛ بباءَين مُوحَّدتَين؛ الثانيةُ ثقيلةٌ، وأميمة وأروى وعاتكةُ وصفيَّةُ بناتُ عبد المُطَّلب، أسلمت صفيَّةُ وصَحِبَت، وفي الباقيات خلافٌ.
          قوله: (وَمَنْقَبَةِ فَاطِمَةَ) بالجرِّ عطفًا على (المناقِبِ) وهي ضدُّ (المثلبة)، وقال الطِّيبيُّ: المنقبة: طريقٌ ضيِّقةُ في الجبالِ، واستُعِيرَ للفعل الكريمِ؛ إمَّا لكونِهِ تأثيرًا له، أو لكونِهِ مَنْهَجًا في رِفعَةٍ.
          قُلْت: لم يقع في رواية أبي ذرٍّ هذه اللَّفظةُ؛ أعني: منقبةَ فاطمةَ بنتِ رسول الله صلعم ، وفي «التوضيح»: فاطمة تُكنَّى بأمِّ أبيها، أنكحها عليًّا بعد وقعة أُحُدٍ، وهي بنتُ خمسَ عشرةَ وخمسةَ أشهرٍ ونصفٍ، وكان سنُّ عليٍّ ☺ يومئذٍ إحدى وعشرين سنةً وخمسةَ أشهرٍ.
          (ص) وَقَالَ النَّبِيُّ صلعم : «فَاطِمَةُ سَيِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ».
          (ش) هذا التَّعليقُ مرَّ موصولًا في أواخر (باب علاماتِ النُّبوَّة) ؛ فليُرجَعْ إليه.