عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

باب فضل عائشة
  
              

          ░30▒ (ص) باب فَضْلِ عَائِشَةَ ♦.
          (ش) أي: هذا بابٌ في بيان فضل عائشة ♦.
          هي الصِّدِّيقة بنت الصِّدِّيق ☻، قيل: إِنَّما قال البُخَاريُّ: (ذكر معاوية) و(مناقب فاطمة) و(فضل عائشة) ؛ لأنَّه أراد بذكر (الفَضْل) مراعاةَ لفظ الحديث في حقِّها، وأَمَّا (الذِّكْر) فهو أعمُّ مِنَ (المناقب).
          وأمُّها أمُّ رَُومان بنت عامر بن عُوَيْمِر بن عبد شمس، تزوَّجها رسول الله صلعم بِمَكَّةَ قبل الهجرة بسنتينِ، في قول أبي عُبَيدة، وقيل: قبلها بثلاث سنينَ، وقيل: بسنةٍ ونصفٍ، وهي بنت ستِّ سنين، وبنى بها بالمدينة بعد مُنصَرَفِه مِن وقعة بَدْرٍ في شوَّال سنة اثنتينِ مِنَ الهجرة، وهي بنتُ تسعِ سنين، ومات النَّبِيُّ صلعم ولها نَحْوُ ثمان عَشْرةَ سنةً، وعاشت بعده قريبًا مِن خمسين سنةً، وأكْثَرَ الناسُ الأخذَ عنها، ونَقَلوا عنها مِنَ الأحكام والآداب شيئًا كثيرًا، حَتَّى قيل: إنَّ ربع الأحكام الشرعيَّة منقولةٌ عنها، رُوِيَ لها عن رسول الله صلعم ألفُ حديث وعَشَرةُ أحاديث، ولم تلِد للنبيِّ صلعم ، وسألته أن تَكْتنيَ، فقال: اكتنِي بابنِ أختِك، قالت: أمُّ عبد الله.