مجمع البحرين وجواهر الحبرين

باب وصاة النبي وفود العرب أن يبلغوا من وراءهم

          ░5▒ باب وصاة النبي صلعم وفود العرب أن يبلغوا من وراءهم
          الوصاة: بفتح الواو، قال الجوهري: تقول أوصيته ووصيته أيضاً توصية بمعنى، والاسم الوصاة، وضبطه بعضهم بكسرها، والوفد: جمع وافد كصحب وصاحب ومعناه: الوارد.
          ثم ساق حديث أبي جمرة، عن ابن عباس، السالف بطوله ولا بأس أن ننبه على بعض ألفاظه: ((خزايا)): معناه أذلاء، جمع خزيان مثل: حيران وحيارى، وندامى: على غير قياس إتباعاً لخزايا؛ لأن فاعلاً لا يجمع على فعالاً فجاء على الإتباع لقوله: ((ارجعن مأزورات غير مأجورات)) ولو أفرد لقال: موزورات؛ لأنه من ذوات الواو، وقال القزاز في ((جامعه)): يقال في النادم ندمان، فعلى هذا الجمع جاز على الأصل لا الإتباع.
          والدباء: جمع دباءة وهي القرعة، وفي ((جامع القزاز)) أنها مقصورة لغة.
          والحنتم: جرار خضر كانت تحمل فيها الخمر إلى المدينة، قاله أبو عبيد، والمقير أصله النخلة، وينقر جوفها ثم يشرع فيها الرطب والبسر، ثم يدعونه حتى يهدأ ثم يمرث، وروى ابن حبيب: أن مالكاً أرخص في الحنتم.
          واختلف في علة الانتباذ في هذه الأسقية، فقيل خشية أن تسرع إليه الشدة فيشربه فيقع في المحظور، وقيل: خشية إضاعة المال؛ لئلا تسرع إليه الشدة فيطرح.