الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

باب ما كان من أصحاب النبي يواسي بعضهم بعضًا

          ░18▒ (باب مَا كَانَ أَصْحَاب) ولأبي ذرٍّ: <من أصحاب> (النَّبِيِّ صلعم) وعليها فـ((من)) زائدةٌ في اسم ((كان)) على مذهب مَنْ يُجوِّزُ زيادتَها في التعريف والإثبات؛ لتتوافَقَ الروايتان، والظاهر أنَّ ((من)) للبيان، واسمُ ((كان)) ضميرٌ راجعٌ لـ((ما))، وعلى الأوَّلِ فـ((ما)) مصدريَّة، فافهم، وظاهرُ كلامِ العينيِّ ومَنْ تَبِعَه أنَّ ((كان)) تامَّة، حيث قال: أي: وُجِدَ ووقَعَ من أصحاب النَّبي.
          وجملة: (يُوَاسِي بَعْضُهُمْ بَعْضاً فِي الزِّرَاعَةِ وَالثَّمَرَةِ) خبرُ ((كان)) أو حالٌ، فافهم، و((الثَّمرة)) بفتح المثلثة أولَه ومثناة فوقية آخره، وسقطتِ الأخيرةُ لأبي ذرٍّ، و((يُواسي)) من المواساةِ، والمرادُ بها هنا كما في ((الفتح)) وغيرِه: المشارَكةُ في المال بغَيرِ مُقابِل.