إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: إني فرطكم وأنا شهيد عليكم

          6426- وبه قال: (حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ) سقط لأبي ذرٍّ «ابن سعيد»‼ قال: (حَدَّثَنَا اللَّيْثُ) ولأبي ذرٍّ: ”ليثُ بن سعدٍ“ (عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ) سويد الأزديِّ، عالم أهل مِصر (عَنْ أَبِي الخَيْرِ) مرثد بن عبد الله (عنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ) الجهنيِّ ☺ (أَنَّ رَسُولَ اللهِ) ولأبي ذرٍّ / : ”أنَّ النَّبيَّ“ ( صلعم خَرَجَ يَوْمًا فَصَلَّى عَلَى أَهْلِ) وقعة (أُحُدٍ) الَّذين استشهدوا بها (صَلَاتَهُ عَلَى المَيِّتِ) أي: دعا لهم بدعاءِ صلاة الميِّت بعد ثمان سنين (ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى المِنْبَرِ) كالمودِّع للأحياء والأموات (فَقَالَ: إِنِّي فَرَطُكُمْ) ولأبي ذرٍّ: ”فَرَطٌ لكم“ بفتح الفاء والراء على الرِّوايتين، سابقكم إلى الحوضِ أهيِّئهُ لكم؛ لأنَّ الفارطَ هو الَّذي يتقدم الوارد ليصلحَ له الحياض والدِّلاء والأرشية، وغيرها من أمورِ الاستقاءِ (وأَنَا شَهِيدٌ عَلَيْكُمْ) بأعمالِكُم (وَإِنِّي وَاللهِ لأَنْظُرُ إِلَى حَوْضِي الآنَ) نظرًا حقيقيًّا بطريق الكشفِ (وَإِنِّي قَدْ أُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ) بالتَّحتية بعد الفوقية، ولأبي ذرٍّ: ”مفاتح“ (خَزَائِنِ الأَرْضِ _أَوْ: مَفَاتِيحَ الأَرْضِ_) يريد ما فُتِح على أمَّته من المُلْك والخزائن بعدَهُ، والشَّكُّ من الرَّاوي (وَإِنِّي وَاللهِ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ أَنْ تُشْرِكُوا) بالله(1) (بَعْدِي، وَلَكِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنَافَسُوا فِيهَا) أي: في الدُّنيا، ولأبي ذرٍّ عن الكُشميهنيِّ: ”ولكن أخافُ“ بحذف التَّحتيَّة من «لكنِّي».
          والحديثُ سبق في «الجنائز»، في «باب الصَّلاة على الشَّهيد» [خ¦1344].


[1] «بالله»: ليست في (د).