إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: أن ابن عمر كان إذا سلم على ابن جعفر قال: السلام عليك

          3709- وبه قال: (حَدَّثَنِي) بالإفراد، ولأبي ذرٍّ: ”حدَّثنا“ (عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ) بفتح العين وسكون الميم، ابن بحرٍ الباهليُّ الصَّيرفيُّ الفلَّاس قال: (حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ) الواسطيُّ قال: (أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ) واسمه: سعدٌ الكوفيُّ (عَنِ الشَّعْبِيِّ) عامر بن شراحيل (أَنَّ ابْنَ عُمَرَ ☻ : كَانَ إِذَا سَلَّمَ عَلَى ابْنِ جَعْفَرٍ) عبد الله (قَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ ذِي الجَنَاحَيْنِ) لقوله ╕ له: «هنيئًا لك، أبوك يطير مع الملائكة في السَّماء» أخرجه الطَّبرانيُّ، وكان قد أُصيب بمؤتة من أرض الشَّام، وهو أميرٌ بيده راية الإسلام بعد زيد بن حارثة، فقاتل في الله حتَّى قُطِعت يداه، فأُرِي النَّبيُّ صلعم فيما كُشِف به أنَّ له جناحين مُضرَّجين بالدَّم يطير بهما في الجنَّة مع الملائكة، وفي حديث أبي هريرة ☺ عند التِّرمذيِّ والحاكم بإسنادٍ على شرط مسلمٍ أنَّه صلعم قال: «مرَّ بي جعفرٌ اللَّيلة في ملأٍ من الملائكة وهو مُخضَّب الجناحين بالدَّم» وفي حديث ابن عبَّاسٍ مرفوعًا / : «دخلت البارحة الجنَّة، فرأيت فيها جعفرًا يطير مع الملائكة» رواه الطَّبرانيُّ، وفي أخرى عنه: «أنَّ جعفرًا يطير مع جبريل وميكائيل له جناحان، عوَّضه الله ╡ من يديه» (قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ) البخاريُّ: (الجَنَاحَانِ) في قول ابن عمر هما: (كُلُّ نَاحِيَتَينِ) قال في «الفتح»: لعلَّه أراد بهذا حمل الجناحين على المعنويِّ دون الحسِّيِّ، وهذا ثابتٌ في رواية النَّسفيِّ وحده، وسقط من «اليونينيَّة».