الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

باب من لم يجد موضعا للسجود من الزحام

          ░12▒ (باب: مَنْ لَمْ يَجِد مَوْضِعًا للسُّجُود...) إلى آخره
          تقدَّم الفرق بين هذا الباب وبين ما سبق مِنْ (باب: ازدحام النَّاس...) إلى آخره، قال الحافظ: أي ماذا يفعل؟ قال ابن بطَّالٍ: لم أجد هذه المسألة إلَّا في سجود الفريضة، وإذا كان هذا في سجود الفريضة فيجري مثلُه في سجود التِّلاوة، واختلف السَّلف، فقال عمر ╩ : يسجد على ظهر أخيه، وبه قال الكوفيُّون وأحمد، وقال عطاء: يؤخِّر حتَّى يرفعوا، وبه قال مالك والجمهور، وظاهر صنيع البخاريِّ أنَّه يذهب إلى أنَّه يسجد بقدر استطاعته ولو على ظهر أخيه. انتهى مِنْ «هامش اللَّامع».
          ثمَّ براعة الاختتام سكت عنه الحافظ، ولا يبعد عندي أن يقال: إنَّ السُّجود هبوط إلى الأرض شبيه بالهبوط إلى القبر، أو يقال: إنَّه يُسْتَأنس مِنْ قوله: (ما يجد أحدنا مكانًا...) إلى آخره، ففيه إشارة إلى كثرة الأموات حتَّى لا يجد موضعًا للدَّفن.