الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

باب فضل الإصلاح بين الناس والعدل بينهم

          ░11▒ (باب: فَضْل الإصْلاح بَيْنَ النَّاس...) إلى آخره
          قالَ ابن المنيِّر: ترجم على الإصلاح والعدل، ولم يورد في هذا الحديث إلَّا العدل، لكنْ لمَّا خاطب النَّاس كلَّهم بالعدل، وقد عُلم أنَّ فيهم الحكَّامَ وغيرهم، كان عدلُ الحاكم إذا حكم، وعدلُ غيره إذا أصلح، وقال غيره: الإصلاح نوع مِنَ العَدل، فعطف العَدل عليه مِنْ عطف العامِّ على الخاصِّ. انتهى مِنَ «الفتح».
          ثم إنَّ هذه التَّرجمة بظاهرها مكرَّرة بما سبق نحوها في أوَّل الكتاب، ولم يتعرَّض له الشُّرَّاح، اللَّهمَّ أن يقال بالفرق بين الإصلاح المذكور ثمَّة وبين الإصلاح المذكور هاهنا، فيمكن أن يُقَال: إنَّ المراد بالإصلاح هناك إصلاحُ ذات البين ورفع النِّزاع بين النَّاس وإطفاء نار الفتنة، ويؤيِّد هذا المعنى الباب الَّذِي يليه (ليس الكاذب الَّذِي يصلح بين النَّاس)، وأمَّا الإصلاح المذكور هاهنا فالمراد به العدل في الحكم والقضاء، لا رفع النِّزاع الواقع بين النَّاس، فتأمَّلْ.