التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

باب قول الله تعالى: {وأسروا قولكم أو اجهروا به}

          ░44▒ (بَابُ قَوْلِه تَعَالَى: {وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ}[الملك:14])
          قال ابن بطَّال: قصدُه بالتَّرجمة إثبات صِفة العلم، وَرُدَّ بأنه لو كان كذلك لكان أجنبيًا مِن هذه التراجم، وإنَّما قصد الإشارة إلى النُّكتة التي كانت سبب محنته حيث قيل عنه: إنَّه قال: لفظي بالقرآن مخلوق، فأشار بالترجمة إلى أنَّ تلاوات الخلق تتَّصف بالسِّرِّ والجهر، وذلك يستدعي كونها مخلوقة، وهذا وإنْ كان بحسب الحَقيقة العقلية لكنْ لا يسوغ (1) شَرعًا إطلاقه لفظًا.
          قوله: ({وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُور أَلاَ يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ}[الملك:14]) {من}[الملك:14] في موضع رفع {يعلم}، والفعل محذوف تقديره ألَا يَعلم الخالقُ خلقَه؟.
          وذلك يدل على أنَّ ما فسَّره الخلق مِن قولهم: أو (2) تجهرون به كلَّه مِن خلقه لقوله: {أَلاَ يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ}[الملك:14].


[1] في الأصل:((يصوغ)).
[2] كذا في الأصل.