التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

باب قول الله تعالى: {تعرج الملائكة والروح إليه}

          ░23▒ (بَابُ قَوْلِهِ تَعَالَى: {تَعْرُجُ المَلاَئِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ}[المعارج:4])
          قوله: (وَقَالَ أَبُو جَمْرَةَ) _هو بالجيم والراء_ واسمه نصر بن عِمران الضُّبَعِي المِصري.
          قوله: (بَلَغَ أَبَا ذَرٍّ مَبْعَثُ النَّبِيِّ صلعم) أبو ذرٍّ هو جُندب بن جُنادة على الصَّحيح وهو بضم الجيم وإسكان النون وضمِّ الدَّال المهملة على الأرجح.
          (فَقَالَ (1) لِأَخِيهِ: اعْلَمْ لِي عِلْمَ هَذَا الرَّجُلِ، الَّذِي يَزْعُمُ أَنَّهُ يَأْتِيهِ الخَبَرُ مِنَ السَّمَاءِ) (اعْلَمْ) مِن العِلم، وهذا الأخ لأبي ذرٍّ اسمه: أُنَيْس _مصغَرٌ_ أسلم مع أبي ذرٍ وكان شاعرًا ذكره ابن الأثير وابن بِشْكَوال واحتجَّ له بهذا الحديث فقال: عن ابن عباس لما بلغ أبا ذرٍّ مبعثَ النبيِّ صلعم قال لأخيه أُنيس: ارْكب إلى هذا الوادي _أي: وادي مكَّة_ فاعْلَمْ لي علم هذا الرَّجل، وذكر الحديث، والحَديث هنا مُختصر وهو بطوله في باب إسْلام أبي ذرٍّ تقدَّم.
          وقوله: (لِي) أي: مِن أجلي، ومِن الإعلام أي: أخبرني بخبر هَذا الرَّجل، وهذا التَّعليق عن أبي جمرة تقدَّم مُسْنَدًا في كتاب الفضائل في باب إسْلام أبي ذرٍّ عَن عمرو بن العبَّاس حدَّثنا مهدي حدَّثنا المثنَّى عنه.
          قوله: (وَقَالَ مُجَاهِدٌ: العَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُ الكَلِمَ الطَّيِّبَ) هَذا قول ابن عباس، وزاد: والعمل الصَّالح أداء الفرائض، فمَن ذكر الله ولم يؤدِّ فرائضه رُدَّ كلامه عَلى عملِه، وكان أولى به. وقاله الحسن وسعيد بن جبير.
          وقال شِهر بن حَوْشَب: {إلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ}: القرآن، {وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ}[فاطر:10] القرآن، وعن قتادة: العمل الصالح يرفعه الله.


[1] كذا في الأصل, ولعلها:((قوله: فقال)).