التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

باب في المشيئة والإرادة: {وما تشاؤون إلا أَن يشاء اللَّه}

          ░31▒ (باب في المشيئة والإرْادة {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللهُ}[الإنسان:30])
          للإرادة تعريفات مثل اعتقاد النَّفع في الفعل أو تركه، والأصحُّ أنَّها صفةٌ مخصصةٌ لأحدِ طرفي المقدور بالوقوع، والمشيئة تٌرادفها، وقيل: هي الإرادة المتعلِّقة بأحد الطَّرفين.
          قوله: {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللهُ}[الإنسان:30] مشيئتكم له.
          قوله: {يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ}[البقرة:185] إنْ قيل (لَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ) يُشعر بأنَّ ما يَقَع في العالم مِن الضرِّ ليس بإرادته؟ قلتُ: معناه أنَّه يُريد بكم التَّخيير بين الصَّوم والإفْطار في السفر ولا يُريد بكم الإلْزام بالصَّوم فيه لِئَلَّا يَتعسَّر عَليكم، والإلزام غير واقع.