التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

قول الله تعالى: {ويحذركم الله نفسه}

          ░15▒ (بَابُ: {وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ}[آل عمران:28] وَقَوْله تعالى: {تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ}[المائدة:116])
          ({وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ}) أي: إيَّاه، تقول: قتل فلانٌ نفسه أي: أوقع الهَلاك بذاته كلِّها، وقيل معناه: ويحذِّركم عقابه.
          قال ابن الأنْباري: معنى ({وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ}) ما في غيبك.
          وقال الزَّجَّاج: النَّفس عند أهل اللُّغة يُراد بها بعض الشَّيء، ويُراد بها الشَّيء كلُّه، فالمعنى: تعلم حقيقتي وما عندي، ويدلُّ لذلك قوله: {إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ} وقال غيره: تَعلم غيبي ولا أعلم غيبك، وقيل: تعلم ما في نفسي ولا أعلم أنَا ما فيها. وأضاف نفسه إلى الله؛ لأنَّه خالقها.
          وقال ابن بطَّال: ما ذكره في الآيتين والحديث مِن ذكر النَّفس، فالمراد به إثبات نفسٍ لله تعالى، والنَّفس لفظ يحتمل معاني، والمُراد بنفسه: ذاته، ليس لأمرٍ زائد عليه، فوجب أن تكون نفسه هي هو وذلك إجْماع، وللنَّفس وجوه أُخر لا حاجة بِنا إلى ذِكرها.