التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

قول الله تعالى: {وألقيت عليك محبة مني ولتصنع على عيني}

          ░17▒ بَابُ قَوْلِهِ / تَعَالَى: {وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي}[طه:39]).
          (تُغَذَّى) _بغين وذال معجمتين_ بلفظ مجهول المخاطب مِن باب التَّفعيل وهذا تفسير {ولِتُصْنَع}.
          وأمَّا العين فالمراد منها المرأى والحفظ، قال: قال القاضي: وهذه اللَّفظة أعني (تُغذَى) ثبتت عند الأَصِيْلي والْمُسْتَمْلِي وسقطت لغيرهما، وقيل: {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي} أي: على علمٍ مني، وقيل: أي على محبَّتي وإرادتي.
          وفيه جواز إطلاق الحواسِّ والجوارح (1) على الله تعالى لا على معنى إطلاقها على المخلوقين، تعالى الله وتقدَّس وتنزَّه عن مشابهة خلقِه علوًّا كبيرًا: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}[الشورى:11].
          قال عكرمة في قوله تعالى: {وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّيْ} قال: ألقى الله تعالى على موسى حُسْنًا وملاحة ما رآه أحدٌ إلَّا أحبَّه صلعم .
          (وقوله تعالى: {تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا}[القمر:14]) أي: بِرأي (2) منَّا، أو هو محمول على الحفظ إذ الدليل مانع عن إرادة العضو، وأمَّا الجمع في {بِأَعْيُنِنَا}[هود:37] فهو للتعظيم.


[1] في الأصل:((والخوارج)).
[2] هكذا في الأصل، ولعلها:((مرأى)).