التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

باب قول الله تعالى: {بل هو قرآن مجيد فى لوح محفوظ}

          ░55▒ بَابُ(قَوْلِه تَعَالَى: {بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ}[البروج:22]).
          قوله: (قَالَ قَتَادَةُ: مسطُورٌ مَكْتُوبٌ) هَذا أخرجه عبد الرَّزاق عن مَعمر عنه.
          قوله: (وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ {يُحَرِّفُونَ}[النساء:46] يُزِيلُونَ، وَلَيْسَ أَحَدٌ يُزِيلُ لَفْظَ كِتَاب اللهِ وَلَكِنَّهُمْ يُحَرِّفُونَهُ يَتَأَوَّلُونَهُ عَلَى غَيْرِ تَأْوِيلِهِ) قد اعتبر بعض المتأخِّرين بهذا وقال: إنَّ في تحريف التوراة والإنجيل خلاف هل هو في اللَّفظ والمعنى أو في المعنى فقط؟ ومال إلى الثَّاني ورأى جواز مطالعتها، وهو قول باطلٌ، ولا خلاف أنَّهم حرَّفوا وبدَّلوا، والانشغال بكفايتهما ونظرهما لا يجوز بالإجماع، وقد غضب النبيُّ صلعم حين رأى مع عمر ☺ صحيفة فيها شيء مِن التَّوراة وقال: ((لو كان موسى حيًّا ما وسعه إلَّا اتِّباعي)) ولولا أنَّه معصية ما غضب فيه صلعم .
          قوله: (وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ _فِي قَوله: {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} [ق:18] _ قال: يُكْتَبُ الخَيْرُ وَالشَّرُّ) هذا الأثر عن ابن عباس أخرجه عليُّ ابْن أبي طلحة الشَّامي في تفسيره عنه.
          قوله: ({وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا القُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ}[الأنعام:19] {وَمَنْ بَلَغَ}[الأنعام:19] هذا القرآن فهو له نذير، إنَّما حُذفت الهاء مِن {بلَغَ}[الأنعام:19] لطول الاسم. ذكره النَّحَّاس، وقيل: {وَمَنْ بَلَغَ}[الأنعام:19] أي بلغ الحكم كما يُقال: فلان قد بلغ.