التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

باب: {وكان عرشه على الماء}

          ░22▒ (بَابُ {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى المَاءِ}[هود:7]، {وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ}[التوبة:129])
          ترجم على ذكر العرش بالتَّنبيه على أنَّه مخلوق حادث، واقتفى بابن أبي شيبة في إفراده كتاب العرش.
          قوله: (قَالَ أَبُو العَالِيَةِ: {اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ}[البقرة:29]: ارْتَفَعَ، {فَسَوَّاهُنَّ}[البقرة:29]: خَلَقَهُنَّ) أبو العالية _بعين مهملة ومثنَّاة مِن تحت_ هي كنية لتابعيين بصريين راويين عن ابن عباس اسم أحدهما: رُفَيْع _مصغر_ ابن مِهران وهو الرِّياحي مِن علماء التَّابعين رأى الصِّدِّيق يروي عن أُبيٍّ وعمر، أعتقته امرأة مِن بني رِياح حيٌّ مِن تميم سائبةً لله تعالى وطافت به على حِلق المسجد، أسلم بعد موت رسول الله صلعم بسنتين، واسم المرأة التي أعتقته أميَّة، وقيل: أمينة ذكره ابن الْمُلَقِّن في «شرحه» توفي سنة تسعين.
          واسم الآخر _وهو البَرَّاء بتشديد الرَّاء كان يبري النَّبل_ زياد بن كُلَيب بن فيروز، وقيل: أُذينة، وقيل: كلثوم بن أُذينة، وقيل غير ذلك، ولعلَّ المذكور هنا هو الرِّياحي.
          قوله: (وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {المَجِيدُ}[ق:1]: الكَرِيمُ) أي: في قوله تعالى: {وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ . ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ}[البروج:14-15] (وَ{الوَدُودُ}[البروج:14]: الحَبِيبُ).
          قوله: (يُقَالُ: حَمِيدٌ مَجِيدٌ، كَأَنَّهُ فَعِيلٌ مِنْ مَاجِدٍ، مَحْمُودٌ مِنْ حَميد) وغرض البخاري مِن هذا أنَّ مجيدًا فعيلٌ بمعنى فاعل، وحَميدًا فعيل بمعنى مفعول، ولهذا قال: مجيد مِن ماجد / وحميد مِن محمود، وفي بعض النسخ: <محمود مِن حميد> بلفظ ماضي المجهول والمعروف وإنَّما قال: كأنَّه؛ لاحتمال أن يكون حميد بمعنى حامد، والمجيد بمعنى الممجِّد وبالجملة في (1) عبارة البخاري تعقيد.


[1] في الأصل:((من)).