التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

باب قول النبي: «الماهر بالقرآن مع الكرام البررة»

          ░52▒ بَابُ (قَوْلِ النَّبِيِّ صلعم : المَاهِرُ بِالقُرْآنِ مَعَ السَفَرَةِ الكِرَامِ البَرَرَةِ)
          أي الحاذق بالقرآن و السَّفرة الكرام مِن باب إضافة الموصوف إلى الصِّفة. و(السَّفَرَة) الكَتَبة / الَّذين يكتبون مِّن اللَّوح المحفوظ. و(الكِرَام) المكرَّمون (1) عند الله. و(البَرَرَة) المطيعون المطهَّرون مِن الذُّنوب.
          وفي كتاب التِّرمذي: ((الَّذي يقرأ القرآن وهو به ماهرٌ مع السَّفرة الكرام البرَرة)) وقال: هو حسن صحيح. قال بعضهم: المهارة جودة القراءة بحسن الحفظ فلا يتلعثم في قراءته ولا يتعثَّر لسانه، وتكون قراءته سمحة ييسِّره الله له كما ييسِّره على الملائكة، فهو معها في مثل حالها مِن الحفظ وتسهيل التَّلاوة وفي درجة الأجر، فيكون بالمهارة عند الله كريمًا.
          ويحتمل كما قال القاضي: أنَّ يكون معنى كونه مع الملائكة أنْ يكون له في الآخرة منازل يكون فيها رفيقًا للملائكة السَّفرة لاتِّصافه بصفتهم في حمل كتاب الله. قال: ويحتمل أن يكون المراد به القائل لعملهم السَّالك مسلكهم.
          قوله: (وَزَيِّنُوا القُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُمْ) أي بالمدِّ والتَّرتيل لا بالتَّطريب الفاحش الَّذي يخرج به إلى حدِّ الغناء، وهذا التَّعليق رواه أبو داود في كتابه.


[1] في الأصل:((المكرمين)).