التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

قول الله تعالى: {وجوه يومئذ ناضرة. إلى ربها ناظرة}

          ░24▒ (بَابُ قَوْلِه تَعَالَى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (1)}[القيامة:23])
          أي: وجوه مُشرقة بالنَّعيم، وقيل: حسنة، وقيل: مُتَهَلِّلة، وقيل: ناعمة، {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ}[القيامة:23] أي: تنظر إليه رؤية عيانًا وهذا في الجنَّة.
          والمقصود مِن هذا الباب ذِكر الظَّواهر الْمُشعرة بأنَّ العبد يرى ربَّه يوم القيامة، فإنْ قيل: لا بدَّ للرؤية مِن المواجهة والمقابلة وخَروج الشًّعاع مِن الحدقة إليه وانطباع صورة المرئيِّ في حدقة الرَّائي ونحوهما ممَّا هو محال على الله تعالى. قلتُ: هذه شروط عادية لا عقلية بل حصولها بدون هذه الشُّروط عقلًا ولهذا جوَّز الأشْعرية رؤية أعمى الصَّين بَقَّة الأندلس إذ هي حالةٌ يخلقها الله تعالى في الحيِّ فلا استحالة فيها.


[1] في الأصل:((ناظرة إلى ربها ناضرة)).