التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

قول الله تعالى: {وكان الله سميعًا بصيرًا}

          ░9▒ (بَابُ قَوْلِه: {وَكَانَ اللهُ سَمِيعًا بَصِيرًا}[النساء:134])
          قوله: (وَقَالَ الأَعْمَشُ) أي: سليمان بن مِهران أبو محمَّد الكَاهِلي.
          قوله: (عَنْ تَمِيمٍ) أي: ابن مَسْلَمَة _بفتحتين_ السُّلَمي _بالضم_ الكوفي، مات سنة مائة، روى له البخاري والجماعة استشهادًا.
          قوله: (عَنْ عَائِشَةَ ♦ قَالَتْ: الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَسِعَ سَمْعُهُ الأَصْوَاتَ) لأنَّ السِّعة والضِّيق إنَّمَا يُتَصَوَّران في الأجْسام وهو تعالى مُنَزَّه عنها.
          وفيه ردٌّ على المعتزلة حيث قالوا: سميعٌ بِلا سمع، وعلى مَن قال: معنى السَّميع العالم بالمسموعات.
          فإن قيل: كيف يُتَصَوَّر السَّمع له وهو عبارة عن وصول الهواء المسموع إلى العصب المفروش في قعر الصِّماخ؟ قلتُ: ليس السَّمع ذلك بل هو حالة يخلقها الله تعالى في الحيَّ؛ نعم جرت سُنَّة الله تعالى أنَّه لا يخلقه عادة إلَّا عند وصول الهواء إليه ولا ملازمة عقلًا بينهما فإنَّه تعالى يسمع المسموع بدون هذه الوسائط العادية كما أنَّه تعالى يرى بدون المواجهة والمقابلة وخروج الشُّعاع ونحوه مِن الأمور التي لا يحصل الإبْصار إلَّا بها عادة.
          واعلمْ أنَّ الحديث وَقع هنا ناقصًا وتمامه في «مسند البزَّار» وغيره: قَالَت عائشة ♦: ((الْحَمد لله الَّذِي وسِع سَمعه الْأَصْوَات، جَاءَت خَوْلَةُ تَشْتَكِي زوجَها إِلَى رَسُول الله صلعم فخفي عليه أحيانًا بعض قولها، فَأنْزل الله تعالى: {قَدْ سَمِعَ اللهُ قَولَ الَّتِي تُجَادِلك فِي زَوجهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللهِ واللهُ يَسْمَعُ تَحَاورَكُمَا} الآية [المجادلة:1])) وهذا التَّعليق أخرجه النَّسائي وابن ماجه مُسْنَدًا إلى الأعمش، وقال الشَّيخ أبو الحسن: كَذا وقع ولذلك لم يأتِ به في تفسير المجادلة.