التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

حديث: والذي نفسي بيده لمناديل سعد في الجنة خير منها

          6640- قوله: (حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ) _بفتح الهمزة وإسكان الحاء المهملة، وبصاد مهملة_ هو سلَّام _بتشديد اللَّام_ ابن سليم، وأمَّا محمَّد فقد وقع غير منسوب عن أبي الأحْوص كذا هنا وفي باب مَن نام عن سحوره بعد حديث مَسْرُوْقٍ: ((سألت عائشة: أَيُّ العَمَلِ كَانَ أَحَبَّ إِلَى رَسُوْلِ اللَّهِ صلعم ؟ قَالَتْ: الدَّائِمُ)). قال البخاري: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ عن الأَشْعَثِ مثله. هَكَذا قال البخاري: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ. غير منسوب، ونسبه أبو عليِّ بن السَّكن وغيره فقالوا: <محمَّد بن سَلام>. ووقع في نسخة أبي ذرٍّ عن أبي محمَّد الحموي: <حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ بْنُ سَلَام> قال أبو الوليد: سألت أبا زُرْعَةَ فقال: هو فيما أراه محمَّد بن سَلَام وسهى فيه أبو محمَّد الحَمَوي.
          قوله: (عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ) هو السَّبيعي عمرو بن عبد الله الهَمْدَاني.
          قوله: (عَنِ البَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ: أُهْدِيَ إِلَى النَّبِيِّ صلعم سَرَقَةٌ مِنْ حَرِيرٍ) أي خِرقة بيضاء، وهي بفتح السين والرَّاء المهملتين والقاف، وتقدَّم أنَّ الْمُهْدِيَ أُكَيْدرُ دُوْمَة على الأرْجح، وجاء أنَّ عُطارد بن حاجب بن زُرارَةَ أهدى له ثوبَ حرير، وقال صلعم بعد تعجب النَّاس منه: ((لَمَنَادِيلُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ خَيْرٌ مِنْ هَذَا)) والجمع ممكن.
          قوله صلعم : (لَمَنَادِيلُ سَعْدٍ) أي ابْنِ مُعَاذٍ الأَوْسي، سيِّد الأنْصار، ولعلَّ وجه تخصيص سعد بذلك أنَّ منديله كان مِن جنس ذلك، أو كان مقتضى الوقت استمالة قلبه، أو كان اللَّامسون المتعجبون مِن الأنْصار فقال: مناديل سعدكم خيرٌ منه، أو كان سعد يحبُّ ذلك الجنس مِن الثَّوب أو اللَّون.
          وفيه أنَّ أدنى ثياب سعد كذلك؛ لأنَّ المنديل أدنى الثِّياب يُعَدُّ للوسخ والامتهان.
          وفيه التنبيه على فضل سعد وعلوِّ منزلته ومحلِّه. والمِنديل بكسر الميم، تقول: تمنْدلتُ بالمنديل وتمدَّلت المنديلَ، وأنكر الكِسْائي تَمنْدلتُ.
          وقوله: (خَيْرٌ مِنْ هَذَا) يحتمل أن يريد في الصفة، وأنَّها لا تفنى بخلاف هذه.