التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

حديث: أفلا قعدت في بيت أبيك وأمك فنظرت أيهدى لك أم لا؟

          6636- قوله: (عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ) هو الْمُنْذِرُ، وقيل: عبد الرَّحمن بن سعد الخزرجي الصَّحابي. له عن رسول الله صلعم ستَّة وعشرون حديثًا، اتَّفق الشيخان عنه في ثلاثة أحاديث، وانفرد البخاري بحديث واحد، وانفرد مسلم بحديث آخر، مات في حدود سنة ستين.
          قوله: (أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلعم اسْتَعْمَلَ عَامِلًا) هو عبد الله بن اللُّتْبِيَّة _بضمِّ اللَّام وسكون المثناة من فوق وكسر الموحدة وتشديد المثناة مِن تحت_ ويُقَالُ فيه: ابن الأُتبية.
          قوله صلعم : (وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَا يَغُلُّ أَحَدُكُمْ مِنْهَا شَيْئًا) أي لا يَحُوزه (إِلَّا جَاءَ بِهِ يَوْمَ القِيَامَةِ يَحْمِلُهُ عَلَى عُنُقِهِ، إِنْ كَانَ بَعِيرًا جَاءَ بِهِ لَهُ رُغَاءٌ) أي صوت، وهو بضمِّ الرَّاء والمدِّ.
          قوله: (وَإِنْ كَانَ بَقَرَةً جَاءَ بِهَا لَهَا خُوَارٌ) بالجيم والخاء. قال ابن التين: رُويناه بالخاء ورُوي بالجيم والهمزة، واللَّفظان يُقَالُان في البقرة إذا صَاحت، ومنه قوله تعالى {يَجْأَرُوْنَ}[النحل:53] أي يرفعون أصواتهم بالدُّعاء. قال القزَّاز: وأصله في البقر ثمَّ استعير للنَّاس.
          (وَإِنْ كَانَتْ شَاةً جَاءَ بِهَا تَيْعَرُ) هو بمثناة مِن فوق وأخرى مِن تحت ثمَّ عين مهملة ثمَّ راء، أي تصيح. قال الجوهري: يَعرت العير تَيْعِرُ _بالكسر_ يُعَارًا _بالضمِّ_ صاحت. قال ابن التين: وبفتح العين قرأناه. والحاصل أنَّها بالكسر وقيل: بالفتح أيضًا من الثُّغاء صوت الشَّاء.
          قوله: (ثُمَّ رَفَعَ رَسُولُ اللهِ صلعم يَدَهُ، حَتَّى إِنَّا لَنَنْظُرُ إِلَى عُفْرَةِ (1) إِبْطَيْهِ) هي _بضم العين المهملة وإسكان الفاء وبالرَّاء_ البياضُ الذي فيه شيء كلون الأرض. قال الجوهري: الأعفر الأبيض وليس بالشَّديد البياض، وشاة عفراء يعلو بياضها حُمرة، والعَفر الشَّديد الأبيض.
          وفيه أن هدية العامل مردودة إلى بيت المال.


[1] في الأصل بزيادة ياء:((عفيرة))، وصوابه:((عفرة)) بدونها، كما يأتي في كلامه.