التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

حديث: لا والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك

          6632- قوله: (حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ) هو عبد الله بن وهب المِصري الفِهْرِي مولاهم، طُلِبَ للقضاء فخبَّأ نفسه وانْقطع، توفي سنة سبع وتسعين.
          قوله: (حَدَّثَنِي أَبُو عَقِيلٍ) بفتح العين المهملة وكسر الواو (1) (زُهْرَةُ) بضمِّ الزَّاي (ابْنُ مَعْبَدٍ) _بفتح الميم والموحدة، وإسكان الدال_ ابن عبد الله بن هشام، كان مِن الأولياء، مات سنة خمس وثلاثين ومئة، روى له البخاري والأربعة، ورجال الإسناد كلُّهم بصريون، سمع أبو عقيل جدَّه عبد الله بن هشام.
          قوله: (قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلعم وَهُوَ آخِذٌ بِيَدِ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِلَّا مِنْ نَفْسِي، فَقَالَ النَّبِيُّ صلعم : لَا، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنْ نَفْسِكَ. فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: فَإِنَّهُ الآنَ وَاللهِ لَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلعم : الآنَ يَا عُمَرُ) أي كَمُلَ إيمانك حِين صرتُ أحبَّ إليك مِن نفسك.
          قال الخطابي: حبُّ الإنسان نفسه طَبْع، وحبُّ غيره اختيار، وإنَّما أراد صلعم حبَّ الاختيار إذ لا سبيل إلى قلب الطِّباع، أي لا تصدُق في حبِّي حتَّى تبذل نفسك في طَاعتي وتُؤْثِرَ رضاي على هواك وإن كان فيه هلاكُك.


[1] كذا في الأصل، وصوابه:((بكسر القاف)).