التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

باب: إذا قال أشهد بالله، أو: شهدت بالله

          ░10▒ (بَابُ إِذَا قَالَ: أَشْهَدُ بِاللهِ، أَوْ شَهِدْتُ بِاللهِ)
          قوله: (عَنْ عَبِيْدَةَ) _بفتح العين المهملة وكسر الموحدة_ هو السَّلْماني بفتح السِّين وإسكان اللَّام.
          قوله: (عَنْ عَبْدِ اللهِ) أي ابن مسعود.
          قوله: (سُئِلَ رَسُوْلُ اللهِ صلعم أَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ؟ قَالَ: قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ) القَرن كلُّ طبقة مقترنين في وقت، ومنه قيل لأهل كلذِ مدة (1) أو طبقة بُعث فيها نبيٌّ: قَرْنٌ، سواء قَلَّت السُّنون أو كثرت.
          وقوله: (قَرْنِيْ) يعني أصحابي، والمراد بـ(الَّذِينَ يَلُونَهُمْ) التَّابعين. واشتقاق قرن مِن الاقتران، وقيل: القَرن ثمانون سنة أو أربعون أو مئة. وقال ابن الأعرابي: القَرن مِن الزَّمان، وقال غيره: قيل له قرن لأنَّه يقرن أمَّة بأمَّة، وعالمًا بعالم، وهو مصدر قَرين جُعِلَ اسمًا للوقت أو لأهله.
          قوله: (ثُمَّ يَجِيءُ قَوْمٌ: تَسْبِقُ شَهَادَةُ أَحَدِهِمْ يَمِينَهُ وَيَمِينُهُ شَهَادَتَهُ) إنْ قيل: هذا دور قلنا: المراد حِرصهم على الشَّهادة، يحلفون على مَا يشهدون به، فتارة يحلفون قبل أن يأتوا بالشَّهادة، وتارة يعكسون، وهو مَثَل في سرعة الشَّهادة واليمين وحرص الرَّجل عليها حتَّى لا يدري بأيِّها يَبْتَدِئُ فكأنهما يتسابقان لقلَّة مبالاته.
          قوله: (قَالَ إِبْرَاهِيمُ: وَكَانَ أَصْحَابُنَا يَنْهَوْنَا (2) وَنَحْنُ غِلْمَانٌ أَنْ نَحْلِفَ بِالشَّهَادَةِ) هو قول الرَّجل: أشهد بالله مَا كان كذا.
          قوله: (وَبِالْعَهْدِ) أي كقوله: أَو عهد (3) الله كذا.


[1] يحتمل الأصل:((مدة)), ويحتمل:((ملة)).
[2] كذا في الأصل:((ينهونا)), بنون واحدة.
[3] كذا في الأصل:((أو عهد))، والصواب:((وعهد)).