التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

باب من أجرى أمر الأمصار على ما يتعارفون بينهم في البيوع

          ░95▒ (باب مَنْ أَجْرَى أَمْرَ الأَمْصَارِ عَلَى مَا يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ: فِي البُيُوعِ وَالإِجَارَةِ) إلى آخره.
          قوله: (وَسُنَنِهِمْ) عطف على (مَا يَتَعَارَفُونَ)، أي: على طريقهم الثابتة على حسب مقاصدهم وعاداتهم المشهورة، يعني: باب من أجرى أمر أهل الأمصار على عرفهم وقصودهم وعوائدهم.
          قوله: (وَقَالَ شُرَيْحٌ لِلْغَزَّالِينَ: سُنَّتُكُمْ بَيْنَكُمْ رِبْحًا) (سُنَّتكُمْ) منصوب بنحو: الزموا سنتكم، ومرفوع بالابتداء، أي: عاداتكم معتبرة بينكم في معاملاتكم، والغزالون البياعون للمغزولات، وشُريح هو ابن الحارث البكري القاضي في عهد عمر ☺.
          قوله: (وَقَالَ عَبْدُ الوَهَّابِ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ مُحَمَّدٍ) يعني: ابن سيرين (لاَ بَأْسَ العَشَرَةُ) بالرفع وبالنصب، أي: إذا كان عرف البلد أن المشتري بعشرة دراهم يباع بأحد عشر درهما، فيبيعه على ذلك العرف؛ فلا بأس به، ويأخذ لأجله النفقة ربحًا.
          قوله: (وَقَالَ النَّبِيُّ صلعم لِهِنْدٍ) هي بالصرف وعدمه.
          قوله: (وَاكْتَرَى الْحَسَنُ البصري حِمَارًا بِدَانَقَيْنِ) بفتح النون وكسرها تثنية دانق وهو سدس درهم، وإنَّما صار الدانق سدس درهم في الإسلام حين جمع عمر ☺ الدرهم البغلي والطبري، وقسمها نصفين، وكان الدرهم البغلي ثمانية دوانيق، وهو نسبة إلى ملك يقال له: رأس البغل، وكان الطبري أربعة دوانيق، وهو نسبة إلى طبرية الشام، وقيل: كان جمع الدرهمين، والتقدير نسبة دوانيق في زمن بني أمَّية.
          قوله: (ثُمَّ جَاءَ مَرَّةً أُخْرَى، فَقَالَ: الحِمَارَ الحِمَارَ) هو منصوب بفعل مضمر، أي: أحضر الحمار، أو هات الحمار، أو أطلب، أي: أريد، وبالرفع، أي: هو المطلوب، وإنَّما ترك مشارطته اعتمادًا على العادة في / أجرته.
          قوله: (فَبَعَثَ إِلَيْهِ بِنِصْفِ دِرْهَمٍ) يعني: زاد على الدانقين دانقًا آخر كرمًا ومسامحة، كذا قاله الكرماني، وقال غيره: نصف درهم طبري، والأول أليق بجود الحسن.