التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

باب شراء الإبل الهيم أو الأجرب

          ░36▒ (بَاب شِرَاءِ الْإِبِلِ الْهِيمِ والْأَجْرَبِ)
          قال في «النهاية»: الهيم: المراض جمع أهيم، وهو الذي أصابه الهُيامُ، وهو داء يكسبها العطش، فتمصُّ الماء مصًّا، وقِيلَ: هو داء يكون منه الجرب، يعني: فإذا طليت بالقطران اشتدَّ عطشها لحرارة القطران، ولهذا ترجم عليه البخاري بشراء الإبل الهيم والأجرب، قال القاضي: ويدلُّ عليه قول ابن عمر حين تبرأ إليه بائعها من عيبها: رضيت بقضاء رسول الله صلعم لا عدوى.
          قال الكرماني: إن قلت المعتبر في الإبل إمَّا معنى الجمع أو المفرد، فإن كان الأوَّل فلا يوصف بالأجرب، وإن كان الثاني فلا يوصف بالهيم؟ قلت: الإبل اسم جنس يحتمل الأمرين، فإن قلت: تأنيثه / لازم، فالصحيح أن يقال: الجرباء أو الجرب بلفظ الجمع. قلت: لئن سلمنا لزوم التأنيث، فهو عطف على نفسها، لا على صفتها.