التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: حرم من النسب سبع، ومن الصهر سبع

          5105- قوله: (وَقَالَ لَنَا أَحْمَدُ ابْنُ حَنْبَلٍ: حَدَّثَنَا يَحْيَى): تَقَدَّمَ الكلام على ما إذا قال البُخاريُّ: (قال لنا _أو: لي_ فلان: كذا)؛ أنَّه كـ(حدَّثنا) [خ¦142]، وفي روايته هنا عن الإمام أبي عبد الله أحمد بن مُحَمَّد ابن حنبل ردٌّ على من قال: إنَّه لم يروِ عنه نفسِهِ، وقد تَقَدَّمَ روايته عن واحد عنه في آخر «المغازي» قُبَيل (التفسير) [خ¦4473]، وهذا الحديث / انفرد به البُخاريُّ، و(يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ): هو القَطَّان، و(حَبِيب): بفتح الحاء المُهْمَلة، وكسر الموحَّدة، هو حبيب بن أبي ثابت الكوفيُّ.
          تنبيهٌ: لهم حبيب آخرُ يروي أيضًا عن سعيد بن جبير عن ابن عَبَّاس، وهو حبيب بن أبي عَمْرَة، والله أعلم.
          قوله: (حَرُمَ مِنَ النَّسَبِ سَبْعٌ، وَمِنَ الصِّهْرِ سَبْعٌ، ثُمَّ قَرَأَ: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ}[النساء:23]): فأمَّا السبع التي حَرُمْنَ مِن الصِّهر؛ فالسابعة: {وَلاَ تَنكِحُواْ مَا نَكَحَ آبَاؤُكُم مِّنَ النِّسَاء}[النساء:22].
          قوله: (وَجَمَعَ الْحَسَنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ): يعني: ابن أبي طالب، ترجمة (الحسن) هذا معروفةٌ مشهورةٌ.
          قال شيخنا: (وهذا التعليق أخرجه أبو عُبيد بن سلَّام في كتاب «النِّكاح»)، وسيأتي منه مَن هما (ابنتا العَمِّ).
          قوله: (بَيْنَ ابْنَتَيْ عَمٍّ فِي لَيْلَةٍ): بنتا العمِّ اللَّتان جمع بينهما الحسن بن الحسن هما بنت مُحَمَّد ابن عليٍّ وبنتُ عُمرَ بن عليٍّ، كذا عزاه شيخنا لأبي عُبيد القاسم بن سلَّام في كتاب «النِّكاح» له، وذكر الحديثَ الحجَّةَ في ذلك، والله أعلم، ومثله لبعض حفَّاظ هذا العصر ولفظه: (هما أمُّ الفضل بنت مُحَمَّد بن عليٍّ، وأمُّ موسى بنت عمر بن عليٍّ).
          قوله: (وَجَمَعَ عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ): هو ابن أبي طالب، ترجمته معروفة، صَحَابيٌّ مشهورٌ، وقد قَدَّمْتُ أنَّه صلعم قال له كما قال لأبيه جعفر: «أشبهت خَلقي وخُلُقي» [خ¦2517].
          قوله: (بَيْنَ بِنْتِ(1) عَلِيٍّ وَامْرَأَةِ عَلِيٍّ): (عليٌّ): هو ابن أبي طالب، و(بنتُ عليٍّ): هي زينب بنتُ عليٍّ من فاطمة ♦، الهاشميَّة، وُلِدت في حياة جدِّها رسولِ الله صلعم، وكانت عاقلةً لبيبةً، وَلَدت من عبد الله بن جعفر عليًّا، وعونًا، وعَبَّاسًا، وأمَّ كلثوم، حمَّر عليها الذَّهَبيُّ _أعني: زينب_ فالصَّحيح عنده أنَّها تابعيَّة، قال شيخنا الشارح: (وقال ابن سعد: فلما تُوُفِّيَت زينب؛ تزوَّج بعدها أمَّ كلثوم بنت عليٍّ من فاطمة)، كذا قال: (بنت عليٍّ)، وكذا نقله عن ابن سعدٍ ابنُ شيخنا البُلقينيِّ، والذي أعرفه أنَّ الذي تزوَّج بأمِّ كلثوم بعد عُمر عَونُ بن جعفر، والله أعلم، فيحتمل أنَّه تزوَّج بأمِّ كلثوم بعد موت عُمر، وموت زينب، والله أعلم، وأمَّا (امرأة عليٍّ) ☺؛ فهي ليلى بنت مسعود بن خالد النهشليِّ، فأولدها صالحًا، وموسى، وهارون، ويحيى، وأمَّ أبيها.
          واعلم أنَّ أولاد عبد الله بن جعفر سبعةَ عشرَ ولدًا، وبنتين، والعقب منهم لإسماعيل، وإسحاق، وعليٍّ، ومعاوية، ولولا خوف الإطالة؛ لذكرتهم مسمَّين، وذكر ابن شيخنا البُلقينيِّ تسمية بنت عليٍّ وامرأة عليٍّ عن ابن سعد كما ذكرتُهما.
          قوله: (وَقَالَ ابْنُ سِيرِينَ): هو مُحَمَّد بن سيرين، العالم المشهور، وقد ذكرت أولاد سيرين الذكور والإناث في أوائل هذا التعليق [خ¦67].
          قوله: (وَكَرِهَهُ الْحَسَنُ): هو الحسن بن أبي الحسن البصريُّ.
          قوله: (جَابِرُ بْنُ زَيْدٍ لِلْقَطِيعَةِ): هو جابر بن زيد، أبو الشعثاء الأزديُّ اليحمديُّ الخَوْفيُّ البصريُّ، والخوف ناحية بعُمَان، وقيل: درب الخوف بالبصرة، من أئمَّة التابعين، صحب ابن عَبَّاس وأكثر عنه، وعن معاوية، وابن عمر، وابن الزُّبَير، وعنه: قتادة، وعَمرو بن دينار، ويعلى بن مسلم، وأيُّوب، وآخرون، ترجمته والثناء عليه مشهورٌ جدًّا، وقد أثنى عليه ابن عَبَّاس غيرَ مَرَّةٍ، متَّفق على توثيقه، أخرج له الجماعة، تُوُفِّيَ سنة ثلاث وتسعين، وقال ابن سعد: (ثلاث ومئة)، وقيل: سنة أربع ومئة، والأوَّل أصحُّ.
          قوله: (وَيُرْوَى عَنْ يَحْيَى الْكِنْدِيِّ، عَنِ الشَّعْبِيِّ...) إلى أن قال: (وَيَحْيَى هَذَا غَيْرُ مَعْرُوفٍ، وَلَمْ(2) يُتَابَعْ عَلَيْهِ): (يُروى): مَبْنيٌّ لِما لمْ يُسَمَّ فاعِلُه، وهذا صيغةُ تمريضٍ، قال الذَّهَبيُّ: (يحيى الكنديُّ، عن الشَّعبيِّ وغيره، وعنه الصَّلْت بن الحَجَّاج، قال البُخاريُّ في «النِّكاح»: لم يُتابَع على هذا [خ¦5105]، وذكره ابن حِبَّان في «الثِّقات»، فقال: يحيى بن قيس الكنديُّ، عن شريح، وعنه أبو عوانة وشريك، فكأنَّه هو)، انتهى، هذا لفظ «التذهيب»، وقال في «الميزان»: (يحيى عن الشَّعبيِّ فيمَن أدخله في صبيٍّ لا يتزوَّج بأمِّه، قال [البخاري]: «يحيى هذا غيرُ معروفٍ، ولم يُتابَع عليه»، قلت: روى عنه: الصَّلْتُ بن الحَجَّاج فقط، فقال(3): يحيى بن قيس الذي حدَّث عنه أبو عوانة)، انتهى، وقال شيخنا: (في كتاب «الثِّقات» لابن حِبَّان، «والجرح والتعديل» لابن أبي حاتم، «وتاريخ البُخاريِّ»: يحيى بن قيسٍ الكنديُّ، روى عن شريح، روى عنه أبو عوانة، وشريك، والثَّوريُّ، فيجوز أن يكون هذا)، انتهى، وقد رأيتُه في «الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم.
          تنبيهٌ: لو نزَّه هذا الكتاب عن هذا الكلام _أعني: من يلعب بالصَّبِيِّ_؛ كان أولى به، والله أعلم.
          ورأيته في «ثقات ابن حِبَّان»، ورقم عليه الذَّهَبيُّ: (خت) فقط؛ يعني: أنَّه علَّق له البُخاريُّ؛ يريد: هذا المكان، و(الشَّعْبيُّ): هو عامر بن شراحيل، أحد الأعلام، تَقَدَّمَ.
          قوله: (وَأَبِي جَعْفَرٍ): هذا لا أعرفه بعينه، وأبو جعفرٍ جماعةٌ، ولعلَّه الباقر مُحَمَّد بن عليِّ بن الحسين، فإن كان هو؛ فترجمته معروفةٌ.
          قوله: (وَيُذْكَرُ عَنْ أَبِي نَصْرٍ): (يُذكَر): مَبْنيٌّ لِما لمْ يُسَمَّ فاعِلُه، وقد تَقَدَّمَ أنَّ هذه صيغة تمريضٍ [خ¦4/34-306].
          قوله: (عَنِ(4) ابْنِ عَبَّاسٍ): قال البُخاريُّ: (وَأَبُو نَصْرٍ هَذَا لَمْ يُعْرَفْ سَمَاعُه(5) مِنِ ابْنِ عَبَّاسٍ)، قال الذَّهَبيُّ: (أبو نصرٍ الأسديُّ، بصريٌّ، عن ابن عَبَّاس، وعنه خليفة بن حُصَين المنقريُّ، وَثَّقَهُ أبو زرعة، وقال البُخاريُّ: لا يُعرَف سماعه من ابن عَبَّاس)، انتهى، رقم عليه (خت) يعني: البُخاري تعليقًا، ولم يخرِّج له غيره، وذكره في «الميزان»، وقال فيه: (عن ابن عَبَّاس)، كذلك لا يدري مَن هو؛ لأنَّه عطفه على شخصٍ ترجمه بأنَّه لا يدري مَن هو، انتهى، وقال شيخنا: (هذا عرَّفه أبو زرعة بأنَّه أسديٌّ، وأنَّه ثقة، وروى عن ابن عَبَّاس أنَّه سأله عن قوله تعالى: {وَالْفَجْرِ. وَلَيَالٍ عَشْرٍ}[الفجر:1- 2]، وهذا ظاهِرٌ في سماعه منه، لا كما قال البُخاريُّ: إنَّه لا يُعرَف سماعه منه)، انتهى.
          وقد رأيت في «الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم، ولفظه: (أبو نصر الأسديُّ الذي روى عن ابن عَبَّاس: أنَّه سأله عن: {وَالْفَجْرِ. وَلَيَالٍ عَشْرٍ}، و[روى] الثَّوريُّ عن الأغرِّ بن الصَّبَّاح، عن خليفة بن حُصَين، عن أبي نصر، عن ابن عَبَّاس، سمعت أبي يقول ذلك، قال عبد الرحمن: سُئِل أبو زرعة عن أبي نصر الأسديِّ الذي روى عن ابن عَبَّاس(6)، روى عنه خليفة بن حُصَين، فقال: كوفيٌّ)، انتهى، ولا أعرف اسم أبي نصر، وهو بالصاد المُهْمَلة، وقد تَقَدَّمَ أنَّ مثله لا يحتاج إلى تقييد، لكن لا يضرُّ [خ¦152].
          قوله: (لَا(7) يُعْرَف سَمَاعُهُ): (يُعرَف): مَبْنيٌّ لِما لمْ يُسَمَّ فاعِلُه، و(سماعُه): مَرْفوعٌ نائب مناب الفاعل.
          قوله: (وَيُرْوَى عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ): (يُروى): مَبْنيٌّ لِما لمْ يُسَمَّ فاعِلُه، وقد تَقَدَّمَ أنَّ هذه صيغة تمريضٍ [خ¦4/34-306]، و(حُصَين) والد عِمران: بِضَمِّ الحاء وفتح الصاد المُهْمَلتين، تَقَدَّمَ أنَّه صَحَابيٌّ، والاختلاف فيه؛ فاعلمه [خ¦344].
          قوله: (وَجَابِرِ بْنِ زَيْدٍ): تَقَدَّمَ أعلاه أنَّه أبو الشعثاء، وتَقَدَّمَ بعض ترجمته [خ¦5105] [خ¦1927].
          قوله: (وَالْحَسَنِ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه الحسن بن أبي الحسن البصريُّ، العالم المشهور.
          قوله: (حَتَّى يُلْزِقَ بِالأَرْضِ): (يُلزِق): بِضَمِّ أوَّله، وكسر ثالثه، رُبَاعيٌّ، مَبْنيٌّ للفاعل، كذا في أصلنا، وفي أصل آخرَ مَبْنيٌّ للمفعول.
          قوله: (يَعْنِي: يُجَامِعَ): هو بِضَمِّ أوَّله، وكسر الميم، كذا في أصلنا مَبْنيٌّ للفاعل(8)، وفي أصلٍ آخرَ مَبْنيٌّ للمفعول، وقد قال شيخنا: («تُلزَق»: هو بفتح الزاي)، انتهى.
          قوله: (وَجَوَّزَهُ ابْنُ المُسَيِّـَبِ): تَقَدَّمَ أنَّه سعيد بن المُسَيِّـَب، وأنَّه يجوز في أبيه الفتح والكسر، بخلاف غيره، فإنَّه لا يجوز فيه إلَّا الفتح [خ¦26].
          قوله: (وَعُرْوَةُ): هو ابن الزُّبَير، أحد الفقهاء السبعة.
          قوله: (وَقَالَ الزُّهْرِيُّ): هو مُحَمَّد بن مسلم.
          قوله: (قَالَ عَلِيٌّ...، وَهَذَا مُرْسَلٌ): يعني: أنَّ الزُّهريَّ لم يسمع من عليٍّ شيئًا، وقد قَدَّمْتُ مَن سمع منه الزُّهريُّ من الصَّحابة في (الجنائز)، وقَدَّمْتُ مولد الزُّهريِّ أنَّه سنة إحدى وخمسين، ويُقال: سنة ستٍّ وخمسين، وقيل: سنة ثمان وخمسين [خ¦1348]، وعليٌّ تَقَدَّمَ أنَّه تُوُفِّيَ سنة أربعين [خ¦3701]، والله أعلم. /


[1] كذا في (أ) و(ق)، وفي «اليونينيَّة»: (ابنة).
[2] كذا في (أ) و(ق)، وعلى الواو في (ق) علامة راويها، وهي رواية أبي ذرٍّ، وفي «اليونينيَّة»: (لم)؛ بلا واو.
[3] كذا في (أ)، وفي المطبوع من مصدره: (وقال).
[4] كذا في (أ)، وفي «اليونينيَّة» و(ق): (أنَّ).
[5] كذا في (أ) و(ق)، وفي «اليونينيَّة»: (بسماعه)، ويُنظَر هامشها.
[6] زيد في (أ): (انتهى)، ولعلَّ حذفها هو الصواب.
[7] كذا في (أ)، وفي «اليونينيَّة» و(ق): (لم).
[8] زيد في (أ): (كذا في أصلنا)، وهو تكرار.