التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: أن النبي صلى الظهر والعصر والمغرب والعشاء

          1756- قوله: (أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ): تقدَّم مرارًا أنَّه عبدُ الله بن وَهْب المصريُّ الإمام.
          قوله: (بِالْمُحَصَّبِ): تقدَّم أنَّه الأبطح، وهو خَيْف بني كنانة، وقد تقدَّم مُطَوَّلًا، ومِن أيِّ شيء اشتُقَّ له هذا الاسم [خ¦1560] [خ¦1589] [خ¦1590].
          قوله: (تَابَعَهُ اللَّيْثُ): يحتمل أنَّ الضَّمير يعود على ابن وهب وإن كان مِن جملة مَن أخذ عن اللَّيث، غير أنَّ اللَّيث رواه نازلًا، فرواه عن خالد _هو ابن يزيد_ عن سعيد، عن قتادة.
          و(خَالِدٌ): هو ابن يزيدَ الجُمَحيُّ مولاهم، أبو عبد الرَّحيم البربريُّ، ثمَّ المصريُّ، الفقيه المفتي، يروي عن عطاء بن أبي رَباح، وسعيد بن أبي هلال، والزُّهريِّ، وجماعةٍ، وعنه: حَيْوةُ بنُ شريح، وسعيدُ بن أبي أيُّوب، واللَّيثُ، ومُفَضَّلُ بن فَضالة، وطائفةٌ، وثَّقه النَّسائيُّ، وقال أبو حاتم: (لا بأس به)، قال حرملة: (مات سنة «139هـ»)، أخرج له الجماعة، والذي ترجَّح عندي أنَّ الضَّمير يرجع إلى عمرو بن الحارث؛ لأجل ما أذكره في الحكمة في الإتيان بهذه المتابعة، والله أعلم(1).
          وأمَّا (سَعِيد)، فهو ابن أبي هلال اللَّيثيُّ مولاهم، المدنيُّ، ثمَّ المصريُّ، أبو العلاء، أحدُ المشاهيرِ المُكثِرين، أرسل عن جابرٍ وغيرِه، وروى عن نافعٍ، وقَتادةَ، / وابنِ المنكدر، والزُّهريِّ، وخلقٍ، وعنه: سعيدٌ المقبريُّ مع تقدُّمه، وعمرو بن الحارث، وهشام بن سعد، واللَّيثُ بن سعد، وجماعةٌ، قال أبو حاتم: (لا بأس به)، يقال: مات سنة ░135هـ▒، ويقال: سنة ░133هـ▒، أخرج له الجماعة، له ترجمة في «الميزان»، من جهة كلام ابن حزم وحده فيه: (ليس بالقويِّ).
          ومتابعة اللَّيث لم تكن في شيء من الكتب السِّتَّة، وإنَّما أتى بهذه المتابعة؛ لأجل عمرو بن الحارث، وهو عالمُ الدِّيار المصريَّة، وشيخُها، ومفتيها مع اللَّيث بن سعد، وقد وثَّقوه، غير أنَّ الأثرمَ سمع أحمدَ ابنَ حنبل يقول: (ما في المصريِّين أثبت من اللَّيث، وقد كان عمرو بن الحارث عندي، ثمَّ رأيتُ له أشياء مناكيرَ)، وقال الأثرم أيضًا: إنَّه حمل على عمرو بن الحارث حملًا شديدًا، وقال: (فروى عن قتادة أحاديثَ يضطرب فيها ويخطئ)، والله أعلم، فلهذا أتى البخاريُّ بمتابعة الليث.


[1] (والله أعلم): ليس في (ب).