التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: أن أول شيء بدأ به حين قدم النبي أنه توضأ

          1614- 1615- قوله: (حَدَّثَنَا أَصْبَغُ): تقدَّم أنَّه ابن الفرج المصريُّ، وتقدَّم مُتَرجَمًا [خ¦210]، وكذا (ابْنُ وَهْبٍ): أنَّه عبدُ الله بن وَهْب.
          قوله: (أَخْبَرَنِي عَمْرٌو): هو ابنُ الحارث بن يعقوب، أبو أميَّة المصريُّ، أحدُ الأعلام، تقدَّم ببعض ترجمة [خ¦202].
          قوله: (عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ): هذا هو يتيمُ عروةَ، مُحَمَّدُ بن عبد الرَّحمن بن نوفل، أبو الأسود، تقدَّم ببعض التَّرجمة [خ¦288]، وبغيرها غيرَ مرَّة.
          قوله: (ثمَّ لَمْ تَكُنْ عُمْرَةًٌ): يجوز في (عمرة) رفعها منوَّنة، ونصبها كذلك، أمَّا النَّصب؛ أي: لم يكن طوافُه وفعلُه عمرةً، وأمَّا الرَّفع؛ فعلى أنَّ (كان) تامَّة.
          تنبيهٌ: وقع في «مسلم» في(1) حديث هارون بن سعيد في طواف القارن: (وحجَّ أبو بكر... ثمَّ لم يكن غيره)، ثمَّ ذكر [في] حجِّ عثمان مثل ذلك، وفي حجِّ الزُّبير، وذكر في «البخاريِّ» هذا فقال: (لم تكن عمرة) بدلًا من (غيره)، وهو الصَّواب، قاله ابنُ قرقول، وقال النَّوويُّ: (إنَّ «غيره» صحيحة، وليست تصحيفًا)؛ فاعلمه.
          قوله: (ثمَّ حَجَجْتُ مَعَ أَبِي الزُّبَيْرِ): و(الزُّبير): بدل من (أبي)، كذا في أصلنا، وفي نسخة هي في هامش أصلنا: (مع ابن الزُّبير)، قال ابنُ قرقولَ: (هكذا رويناه عن جميع شيوخنا على البدل من «أَبِي»، غير أنَّ العُذْرِيَّ قال فيه في «كتاب مسلم»: «مَعَ ابْنِ الزُّبَيرِ»، وكذا قال فيه أَبُو الهيثم في روايته، وهو تصحيفٌ، وإنَّما أخبر عروةُ أنَّه حجَّ مع الزُّبَيرِ أبيه)، وقال شيخُنا: (كذا لأبي الحسن، ولأبي ذرٍّ: «مع ابن الزُّبير»، والصَّواب الأوَّل) انتهى، ورأيتُ(2) بعضَهم قال: («مع ابن الزُّبير»، قيل: إنَّه الصَّواب) انتهى، وهو غلطٌ من النَّاقل عنه(3) بعضهم، والضَّمير عائدٌ إلى عروةَ أنَّه حجَّ مع والده الزُّبير؛ فافهمه.
          قوله: (فَأَوَّلُ شَيْءٍ بَدَأَ بِهِ الطَّوَافُ): (أوَّلُ): مرفوعٌ مبتدأٌ، و(الطَّوافُ): مرفوعٌ خبرُه، وهذا ظاهر.
          قوله: (وَقَدْ أَخْبَرَتْنِي أُمِّي): أمُّه هي أسماءُ بنتُ أبي بكر الصِّدِّيقِ.
          قوله: (هِيَ وَأُخْتُهَا): (أختها): عائشةُ، وهذا ظاهرٌ.
          قوله: (أنَّها أَهَلَّتْ هِيَ وَأُخْتُهَا وَالزُّبَيْرُ...) إلى آخره: اعلم أنَّ المرادَ بالماسحين مَن سوى عائشة ♦، وإلَّا؛ فعائشةُ لم تمسحِ الرُّكنَ قبلَ الوقوف بعرفات في حجَّة الوداع، بل كانت قارنةً _وقد تقدَّم ما أحرمت به بالخلاف فيه [خ¦1561]_ ومنعَها الحيضُ من الطَّواف قبل يوم النَّحر، وهكذا قول أسماء: (اعتمرت أنا وأختي عائشة والزُّبير وفلان وفلان، فلمَّا مسحنا البيت، حللنا)، المراد: مَن سوى عائشة، لكن في رواية إسحاق بن إبراهيم: قالت أسماء: (خرجنا مُحرِمين، فقال رسول الله صلعم: «مَن كان معه هديٌ، [فليقم على إحرامه، ومَن لم يكن معه هديٌ]، فليحلل(4)»...) إلى قوله: (وكان مع الزُّبير هديٌ، فلم يحلل)، وهذا تصريحٌ بأنَّ الزُّبير لم يحلل في حجَّة الوداع قبل يوم النَّحر، فيجب استثناؤه مع عائشة، أو يكون إحرامُه بالعمرة وتحلُّلُه منها في غير حجَّة الوداع، والله أعلم.
          قوله: (وَفُلَانٌ وَفُلَانٌ): قال حافظٌ عصريٌّ: (هما عبدُ الرَّحمن بن عوف وعثمان بن عفَّان)، ولم يعزُه لأحدٍ.


[1] في (ب) و(ج): (من).
[2] في (ب): (وقد رأيت).
[3] في (ب): (ولعله غلط من الناقل عن).
[4] في (ج): (فليتحلَّل).