التوضيح لشرح الجامع البخاري

وقول الله: {وإذ صرفنا إليك نفرًا من الجن}

          ░13▒ بَابُ: قَوْلِ اللهِ تَعَالَى: {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ} إِلَى قَوْلِهِ: {مُبِينٍ} [الأحقاف:29-32] {مَصْرِفًا} [الكهف:53] مَعْدِلًا، {صَرَّفْنَا} وَجَّهْنَا.
          الشَّرح: قال زِرُّ بن حُبَيشٍ فيما نقله ابن التِّين: كانوا تسعةً، والنَّفَر في اللُّغة مِنَ الثَّلاثة إلى العشرة، وقيل: ما بين الثَّلاثة إلى العشرة، فكأنَّه اختُلف في الثَّلاثة هل يُقال فيهم نَفَرٌ؟ وقال السُّهَيْليُّ: يُقال: هم جنُّ نَصِيبِينَ، ويُروى: جنُّ الجزيرة، وروى ابنُ أبي الدُّنيا أنَّهُ ◙ قال في هذا الحديث، وذكر فيه جنَّ نَصِيبِينَ فقال: ((رُفِعت إليَّ حتَّى رأيتُها فدعوتُ الله تعالى أن يُكْثِرَ مطرَها ويُنَضِّر شجرَها ويُعْذِبَ نهرَها)).
          ويُقال: كانوا سبعةً وكانوا يهود وأسلموا وكذلك قال: {أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى} وهم: ميامر، ومامر، ومِيشَا، وماشي، والأحقب، ذكر هؤلاء الخمسةَ ابنُ دريدٍ، ومنهم: عمرو بن جابرٍ، ذكره ابن سلامٍ في «تفسيره» عن ابن مسعودٍ ومنهم: زَوبعة، ذكره ابن أبي الدُّنيا، ومنهم: سرق، وفي «تفسير عبدٍ»: كانوا مِن نِيْنَوى وافَوه بنخلةَ، وقيل: بشِعْب الحجُون.