التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب صفة أبواب الجنة

          ░9▒ بَابُ: صِفَةِ أَبْوَابِ الجَنَّةِ
          وَقَالَ النَّبِيُّ صلعم: (مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَيْنِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الجَنَّةِ)
          هذا التعليق سلف مسندًا عن أبي هريرة في الصيام [خ¦1897].
          قال: فِيهِ عُبَادةُ، عَنِ النَّبيِّ صلعم.
          هذا الحديث رواه أبو القاسم في «معجمه» مِن حديث أبي سلَّامٍ، عن أبي أُمامة عنه، وهو عُبادة بن الصَّامت ولفظه: ((عَلَيْكُمْ بِالجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللهِ، فَإِنَّهُ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الجَنَّةِ يُذْهِبُ اللهُ بِهِ الهَمَّ وَالغَمَّ)).
          3257- ثمَّ ساقَ البُخاريُّ حديثَ سَهْلٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلعم قَالَ: (فِي الجَنَّةِ ثَمَانِيَةُ أَبْوَابٍ، فِيهَا بَابٌ يُسَمَّى الرَّيَّانَ، لَا يَدْخُلُهُ إِلَّا الصَّائِمُونَ) وقد سلف في الصِّيام في باب: الرَّيَّان للصَّائمين [خ¦1896].
          قال الدَّاوُديُّ: وهذا الحديث مِنْ قوله تعالى: {وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا} [الزمر:73] لأنَّ الواو إنَّمَا تأتي بعد سبعةٍ.
          وقال الكوفيُّون: الواو زيادةٌ، وهو خطأٌ عند البصريِّين لأنَّ الواو تفيد معنى العطف، فلا يجوزُ أنْ تُزاد، وقال محمَّد بن يزيد: {حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا} [الزمر:73] سَعِدوا.
          و(الرَّيَّانُ): مشتقٌّ مِنَ الرِّيِّ وهو الرِّوى مِنَ الماء.
          وقوله: (لَا يَدْخُلُهُ إِلَّا الصَّائِمُونَ) يريدُ لِمَا كان يصيبهم مِنَ العطش مِنْ صيامهم.
          قال بعض الصَّحابة: لولا ثلاثٌ لم أحبَّ البقاء: الظَّمأُ بالهواجر، ومكابدةُ اللَّيل الطَّويل، ومجالسُ نبتغي فيها أطايب الكلام، كما نبتغي أطايب الرُّطَب، ونظيرُ هذا في «مسند» البزَّار: ((للنَّارِ بابٌ لا يَدْخُلهُ إلَّا رجلٌ شفى غَيْظَهُ بِسَخَطِ اللهِ)).