شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب قول النبي: يخوف الله عباده بالكسوف

          ░6▒ باب قَوْلِ النَّبيِّ صلعم: (يُخَوِّفُ اللهُ عِبَادَهُ بِالْكُسُوفِ(1)) قَالَه أَبُو مُوسَى: عَنِ النَّبيِّ صلعم.
          فيه: أَبُو بَكْرَةَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ: (إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللهِ لا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلا لِحَيَاتِهِ، وَلَكِن يُخَوِّفُ الله بهما عِبَادَهُ(2)). [خ¦1048]
          قال المُهَلَّبُ: مصداق هذا الحديث في قول الله ╡: {وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفًا}[الإسراء:59]، يدلُّ ذلك أنَّ(3) الآيات تحذيرٌ(4) للعباد، فينبغي عندَ نزولها مبادرة الصَّلاة والخشوع والإخلاص لله تعالى واستشعار التوبة والإقلاع عن المعاصي، ألا ترى أنَّه صلعم عُرض عليه في مقامه الجنَّة(5) والنَّار ليتوعَّد(6) بالنَّار أهلَ المعاصي، ويشوِّق(7) بالجنَّة أهلَ الطَّاعة، وأخبرهم صلعم أنَّ الكسوف ليس كما زعم الجهَّال أنَّه(8) من أجل موت ابنه إبراهيم، وإنَّما هو تخويفٌ وتحذيرٌ.


[1] في (ص): ((بالخسوف)).
[2] في (ق): ((أحد ولكن الله يخوف بها عباده)).
[3] في (م) و (ق): ((تخويفًا، وإذا كانت)).
[4] في (م) و (ق): ((تخويفًا)).
[5] قوله: ((الجنَّة)) ليس في (ص).
[6] في (م): ((بتوعد))، و في (ق): ((يتوعد)).
[7] في (م) و (ق): ((ويخص)).
[8] زاد في (م) و(ق): ((كان)).