شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب: هل يقول كسفت الشمس أو خسفت؟

          ░5▒ باب هَلْ يَقُالُ كَسَفَتِ الشَّمْسُ أَوْ خَسَفَتْ.
          وَقَالَ(1) اللهُ تعالى: {وَخَسَفَ الْقَمَرُ}[القيامة:8]
          فيه: عَائِشَة: (أَنَّ رَسُولَ الله صلعم صَلَّى يَوْمَ خَسَفَتِ الشَّمْسُ) الحديث. [خ¦1047]
          إنَّما أراد بهذا الباب ردَّ قول من زعم من العلماء بأنَّ(2) الكسوف للشِّمس والخسوف للقمر، لقول الله ╡(3): {وَخَسَفَ الْقَمَرُ}[القيامة:8]، رُوي(4) ذلك عن عروة(5) بن الزُّبير.
          وفي الآثارِ الثَّابتةِ(6) الكسوف والخسوف مقولان في الشَّمس والقمر(7): ((إنَّهما آيتانِ مِنْ آياتِ اللهِ لا يُخسفانِ لموتِ أحدٍ ولا لحياتِهِ(8))) الحديث.
          وروى ابن عبَّاسٍ وابن عمر وأبو بكرة(9) مثل ذلك في حديثهم عن النَّبيِّ صلعم وروى ((لا يَنكَسِفانِ لموتِ أحَدٍ ولا لحياتِهِ)) عن النَّبيِّ صلعم: المغيرةُ بن شعبة وأبو مسعودٍ الأنصاريُّ، وروايةٌ عن أبي بكرة، فلا معنى لإنكار شيءٍ من(10) ذلك.


[1] في (ص): ((قال)).
[2] في (ق): ((من زعم بأن)). في (ص): ((أنَّ)).
[3] في (ص): ((لقوله تعالى)).
[4] في (ي): ((وروي)).
[5] في (ص): ((عبد الله)).
[6] زاد في (م) و (ق): ((إن)).
[7] زاد في (م) و(ق): ((جميعًا فمنها حديث عائشة في هذا الباب فقال في كسوف الشمس والقمر)).
[8] قوله: ((لموت أحدٍ ولا لحياته)) ليس في (ص).
[9] في (ق): ((بكر)).
[10] قوله ((شيء من)) ليس في (ق).