نجاح القاري لصحيح البخاري

باب كيف يكتب: هذا ما صالح فلان بن فلان وفلان بن فلان

          ░6▒ (بابٌ) بالتنوين (كَيْفَ يُكْتَبُ هَذَا مَا صَالَحَ فُلاَنُ بْنُ فُلاَنٍ وَفُلاَنُ بْنُ فُلاَنٍ وَإِنْ لَمْ يَنْسُبْهُ إِلَى نَسَبِهِ أَوْ قَبِيْلَتِهِ) يعني: أنَّه يكفي بهذا المقدار إذا كان مشهورًا معروفًا بين النَّاس بدون أن ينسب إلى نسبه أو قبيلته بحيث يؤمن اللَّبس، والحاصل أنَّه يكتفى في الوثيقة بالاسم المشهور، ولا يلزم ذكر الجدِّ والنَّسب والبلد ونحو ذلك، وأمَّا الذي يكتبه أهل الوثائق من اسمهِ واسم أبيه واسم جدِّه، ونسبته إلى شيءٍ من الأشياء، فهو للاحتياط؛ لخوف اللبس والاشتباه، فإذا أمن ذلك تكون الكتابة بذلك على سبيل الاستحباب، ألا ترى أنَّ النَّبي صلعم اقتصر في كتاب المقاضاة مع المشركين على أنَّ كتب محمَّد بن عبد الله، ولم يزد عليه لما أمن الالتباس فيه؛ / لأنَّه لم يكن هذا الاسم لأحدٍ غير النَّبي صلعم ولكن الفقهاء استحبُّوا أن يكتب اسمه واسم أبيه وجدِّه ونسبه لرفع الإشكال، وقلَّما يقع مع ذكر هذه الأربعة اشتباه في اسمه، ولا التباس في أمره.