مصابيح الجامع الصحيح

[باب {منه آيات محكمات}]

          ░1▒ [قوله: (يصدق): تفسير للمتشابه، وذلك أن المفهوم من الآية الأولى؛ أن الفاسق؛ أي: الضال يزيد ضلالته، وتصدقه الآية الأخرى؛ حيث يجعل الرجس للذي لا يعقل، وكذلك حيث يزيد للمهتدي الهداية.
          وأما اصطلاح الأصوليين؛ فالمحكم: هو المشترك بين النص والظاهر، والمتشابه: هو المشترك بين المجمل والمؤول، وقيل: المحكم: ما أحكم عبارته؛ بأن حفظت من الاحتمال، والمتشابه: بخلافه.
          الخطابي: المحكم: هو الذي يعرف بظاهر بيانه تأويله، وبواضح أدلته باطن معناه، والمتشابه: ما اشتبه منها؛ فلم يتلق معناه من لفظه، ولم يدرك حكمه من تلاوته؛ وهو على ضربين: أحدهما: ما إذا رد إلى المحكم، واعتبر به علم معناه، والآخر: ما لا سبيل إلى الوقوف على حقيقته؛ وهو الذي يتبعه أهل الزيغ؛ فيطلبون تأويله، ولا يبلغون كنهه؛ فيرتابون فيه؛ فيفتنون، وذلك: كالإيمان بالقدر ونحوه ]
. /