مصابيح الجامع الصحيح

كتاب الجمعة

           ░░11▒▒ (كتاب الجمعة)
          فائدة: روى البَيْهقيُّ عن الأوزاعيِّ قال: كان عندنا رجل يُسَافر يوم الجمعة يَصْطَاد ولا ينتظر الجمعة، فخرج يومًا فخسف ببغله فلم يبق منها إلَّا أذنها.
          ويُروَى عن مجاهد: أنَّ قومًا سافروا يوم الجمعة حين زوال الشَّمس واضطرم عليهم خيارهم من غير أن يُوروا نارًا.
          تنبيه: في «مسلم» : «خير يوم طلعت عليه الشَّمْسُ يوم الجمعة؛ فيه خُلِقَ آدم وفيه أُدخِل الجنَّة وفيه أُخرِج منها، ولا تقوم السَّاعة إلَّا في يوم الجمعة».
          زاد مالك في «الموطَّأ» و «داود» و «النَّسائيِّ» بأسانيدَ على شرط البخاريِّ ومسلم، وقد ثبت عليه: «وفيه مات، وما من دابَّة إلَّا وهي مسيخة(1) يوم الجمعة حين تصبح حين تطلع الشَّمس شفقًا من السَّاعة إلَّا الجنُّ والإنس»
          الظَّاهر أنَّ هذه المذكورات المعدودة ليست تذكر فضيلته؛ لأنَّ إخراج آدم من الجنَّة وقيام السَّاعة لا يُعَدُّ فضيلة، وإنَّما هو بيان لما وقع فيه من الأمور العِظام وما سيقع ليتأهَّب العبد بالأعمال الصَّالحة لنيل رحمة الله تعالى، ولرفع نقمته قال الأحوزيُّ: الجميع من الفضائل، وخروج آدم من الجنَّة هو سبب وجود الذُّرِّيَّة، وهذا الفضل العظيم ووجود الرُّسل والأنبياء والصَّالحين، ولم يخرج منها طردًا، بل لقضاء أوطارٍ ثمَّ يعود إليها.
          وأمَّا قيام السَّاعة؛ فسبب تعجيل جزاءَ الأنبياء والصِّدِّيقين والأولياء وغيرهم وإظهار كرامتهم وشرفهم.
          (الْجُمْعَة) بسكون الميم بمعنى المَفْعول؛ أي: اليوم المجموع فيه، وبضمِّها تَثْقِيلٌ لها كـ(عَسِرٍ وعَسُرٍ) وبفتحها بمعنى الفاعل؛ أي: اليوم الجامع للنَّاس، وإنَّما أُنِّث وهو صفة لليوم؛ لأنَّ هذه التَّاء ليست للتَّأنيث، بَلْ للمبالغة كما يقال: رجل علَّامة؛ أو هو صفة للسَّاعة.
          الكشَّاف: وقُرِئَ بهنَّ جميعًا.


[1] في الأصل: (مصيخة).