مصابيح الجامع الصحيح

العنكبوت

           ░░░29▒▒▒ (سورة العنكبوت).
          فائدة: أسند الثعلبي وابن عطية وغيرهما عن علي بن أبي طالب ☺ قال: طهروا بيوتكم من نسج العنكبوت، فإنَّ تركه في البيوت يورث الفقر، وفي «مراسيل أبي داود» : أن النبي ◙ قال: العنكبوت شيطان فاقتلوه، وهو في «الكامل» ولفظه أن النبي صلعم قال: العنكبوت شيطان مسخه الله فاقتلوه، وهو ضعيف.
          فائدة: يكفيه شرفًا نسجه على النبي ◙ في الغار، ونسجت أيضًا على الغار الذي دخله عبد الله بن أنيس لما بعثه ◙ لقتل خالد الهذلي بالعرنة، فقتله، ثم احتمل رأسه ودخل في غار، فنسجت عليه العنكبوت. وجاء الطلب، فلم يجدوا شيئا، فانصرفوا راجعين، ثم خرج فسار إلى النبي ◙ والرأس معه، فلما رآه قال: أفلح الوجه. قال: وجهك يا رسول الله، ووضع الرأس بين يديه وأخبر الخبر، فدفع إليه عصا كانت بيده وقال: تحضر بهذه في الجنة، فكانت عنده إلى أن حضرته الوفاة، فأوصى أهله أن يدفنوها في كفنه ففعلوا، ومدة غيبته ثمان عشرة ليلة، ونسجت أيضًا على داود ◙ لما كان جالوت يطلبه، ونسجت أيضا على عورة زيد بن علي بن الحسين، لما صلب عريانا سنة إحدى وعشرين ومئة، وأقام مصلوبا أربع سنين، وكانوا وجهوه لغير القبلة، فدارت خشبته إلى القبلة، ثم أحرقوا خشبته وجسده.
          قوله: (فليعلمن الله): قال الكرماني: يعني ظاهره مشعر بأنه لا يعلمه في الماضي، وليس كذلك؛ لأن علمه أزلي، فمعناه: فليميزن الله، وذلك لما بين العلم والتمييز من الملازمة.
          قوله: (وقال غيره: {ضُعْف} و{ضَعْف} [الروم:54] لغتان): هذا هو قول الخليل، ويقال: بالفتح بفي العقل، وبالضم في الجسد، وهما قراءتان أيضًا، قرأ أو بكر وحمزة بالفتح في الأماكن الثلاثة، وكذلك روى حفص عن عاصم فيهن عن أنه نزل ذلك، واختار الضم اتباعًا منه لرواية حدثه بها الفضيل بن مرزوق عن عطية العوفي عن عبد الله بن عمر أن النبي صلعم أقرأه ذلك بالضم ورد عليه الفتح وأباه، وعطية يضعَّف، وما رواه حفص عن عاصم عن أمته أصح، قال الداني: وبالوجهين آخذ في روايته لأتابع عاصمًا على قراءته وأوافق حفصًا على اختياره، والباقون بضم الصاد فيهن.