مصابيح الجامع الصحيح

الشعراء

           ░░░26▒▒▒ (سورة الشعراء)
          ({تعبثون} [الشعراء:128]) قيل: تلهون، وقيل: هو عبث العشارين بالمارة، وقيل: تبنون ما لا تسكنون، وكان عبثًا، و{آية} قيل: علمًا، وقيل: بنيانًا، وقيل: برج حمام، وقيل: ناديًا للتصلف، أو بيت عشار.
          قوله: (والليكة و{الأيكة} [الشعراء:176] جمع أيكة): كذا في أصلنا الشامي، وإنما {الأيكة} واحدة الأيك، وفي شرحه ؟؟؟ جمع أيك.
          تنبيه: قوله: (عاث يعيث عيثًا): إن أراد البخاري أن الأجوف في معنى الناقص؛ فصحيح، وإن أراد أنَّ {لا تعثوا} [الشعراء:183] مشتق منه؛ ففاسد، والظاهر من حاله الأول، ومن لفظه الثاني.
          إشارة: قوله: ({موزون} [الحجر:19]): ليس في هذه السورة، واللائق بذكره (الحج).
          الكرماني: الأيك: الشجر المجتمع الملتف الكبير، والواحدة: أيكة، وقيل: هي الغيضة؛ أي الأجمة، وأما ليكة؛ بفتح اللام؛ فهو اسم قرية.
          وقوله: ({لعلكم} [الشعراء:129]: كأنَّكم): هذه قراءة أبي ╩، انتهى
          و(لعلَّ) تعني كي، ويؤيده قراءة عبد الله (كي يخلدون) أو استفهام؛ أي: هل أنتم، قاله زيد بن علي، وبه قال الكوفيون، أو على بابها.
          فائدة: إن قلت: إذا أدخل الله أباه النار فقد أخزاه لقوله: {إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ} [آل عمران:192] وخزي الوالد خزي الولد، فيلزم الخلف في الوعد، وأنه محال؟
          قلت: لو لم يدخل النار لزم الخلف في الوعيد، وهذا هو المراد بقوله: «حرم الجنة على الكافرين».
          وتقدم أنه يمسخ إلى صورة ذيخ؛ أي: ضبع، ويلقى في النار، حيث لا تبقى له صورته التي هي سبب الخزي، فهو عمل بالوعد والوعيد كليهما، وقد يجاب بأن الوعد كان مشروطًا بالإيمان، كما أن الاستغفار كان عن موعدة وعدها إياه، فلما تبين له أنه عدو لله؛ تبرأ منه.
          قوله: (الريع): الجمع ريعة بالكسر والسكون.