مصابيح الجامع الصحيح

{هل أتى على الإنسان}

          ░░░76▒▒▒ ({هل أتى})
          قوله: (و «هل» تكون جحدًا وتكون خبرًا وهذا من الخبر)، انتهى: (هل): تارة تكون للجحد وأخرى للخبر؛ أي: الاستفهام يكون للانكار والتقرير، وفي هذه الآية للخبر، وتقريره: يعني: قد أتى على الإنسان.
          ومعنى: ({لم يكن شيئًا مذكورًا} [الإنسان:1]): أنه كان شيئًا لكنه لم يكن مذكورًا؛ يعني انتفاء هذا المجموع بانتفاء صفته لا بانتفاء الموصوف، انتهى كلام الكرماني، وأطال في المعنى في (هل)، فانظره.
          قوله: (ولم يجر بعضهم)؛ أي يصرفه ولا نوَّنه، كأنه لما فعل ذلك لم يجره في الإعراب مجرى ما ينصرف، كذا رواه الأصيلي، ورواة الباقون (يجزه) من الجواز، وهما بمعنًى.
          وقد قرأ نافع، والكسائي، وهشام، وأبو بكر بالتنوين، / والباقون بغير تنوين، ووقف هؤلاء وحمزة وقنبل عليه بالألف بلا خلاف، وابن ذكوان والبزي وحفص: بالألف وبدونها، والباقون وقفوا بدون ألف بلا خلاف.