مصابيح الجامع الصحيح

{حم} السجدة

           ░░░41▒▒▒ ({حم} السجدة)
          قوله: ({ائتيا} [فصلت:11]): قراءة العامة أمرًا من الإتيان {قالتا أتينا} منه أيضًا، وابن عبَّاس، وابن جبير، ومجاهد بالمد فيهما، وهي التي فسرها البخاري، وفيه وجهان: أحدهما: ما قله البخاري أنها بمعنى الإعطاء.
          الثاني: من المواتاة، وهي الموافقة؛ أي: ليوافق كل منها الأخرى لما يليق بها، وإليه ذهب الرازي والزمخشري، ومنع أبو الفضل الرازي الوجه الأول، فقال: أتينا بالمد على فاعلنا من المواتاة بمعنى سارعنا على حذف المفعول به، ولا يكون من الإيتاء الذي هو الإعطاء لبُعْد حذف مفعوله، وهذا هو منع الزمخشري أن يجعله من الإيتاء.
          إشارة: في التفسير أن الله سبحانه حين قال للسماوات والأرض ائتيا طوعًا أو كرهًا؛ قالتا: أتينا طائعين، لم يجبه بهذه المقالة من الأرض إلا أرض الحرم فلذلك حرمها.
          فائدة: لما خلق الله سبحانه السماء، وقضاهن سبع سماوات، دحا الأرض؛ أي: بسطها، وإنما دحاها من تحت مكة، ولذلك سميت أم القرى.
          قوله: (المنهال): إن قلت: لم علَّق البخاري أوَّلًا وأسند آخرًا؟
          قلت: لعله سمع أوَّلًا مرسلًا وآخر مسندًا، فنقله كما سمعه.
          وفيه إشارة إلى أن الإسناد ليس بشرط.
          قوله: ({وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ} [فصلت:17]): يعني الهداية بمعنى الدلالة المطلقة فيه وفي أمثاله، نحو: {هديناه السبيل} [الإنسان:3]، وأمَّا بمعنى الدلالة الموصلة إلى البغية، وعبَّر عنها البخاري بالإرشاد والإسعاد؛ فهو قوله تعالى: {أولئك الذين هدى الله} [الأنعام:90]، ونحوه، وغرضه أن الهداية في بعض الآيات بمعنى الدلالة الموصلة إلى المقصود، وهل هو مشترك فيها أو حقيقة أو مجاز فيه خلاف.
          قوله: (لا تختلف): بالجزم.
          قوله: (الكم): قال شيخنا: كاف (الكم) مضمومة لكم القميص، وعليه يدل كلام أبي عبيدة، وبه جزم الراغب، ووقع في «الكشاف» بالكسر فإن ثبت فلعلها لغة فيه دون كم القميص، انتهى، وقال الجوهري: الكم بالكسر، والكمامة: وعاء الطلع
          و(الكفري): بضم الكاف، وفتح الفاء وضمها، وتشديد الراء، مقصور: وعاء الطلع، وقشره الأعلى، أو الطلع: حين ينشق، والأول أظهر.
          قوله: ({في مِرية} [فصلت:54]): بكسر الميم، وضمِّها؛ أي: امتراء.
          قوله: ({مِرية}[فصلت:54] و ▬مُرية↨ واحد): يحتمل أنه أراد أنَّهما قراءتان، وقرأ أبو عبد الرحمن والحسن بضمِّ الميم والجماعة بالكسر.