مصابيح الجامع الصحيح

{إنا أنزلناه}

          ░░░97▒▒▒ سورة القدر
          {إنا أنزلناه}: الهاء كناية؛ أي: الضمير راجع إلى القرآن، وإن لم يكن تقدم ذكره في هذه الصورة لفظًا؛ لأنه مذكور حكمًا باعتبار أنه حاضر دائمًا في ذهن الشارع، أو لأن السياق يدل عليه، أو لأن القرآن كله في حكم سورة واحدة.
          وقوله: (المطلع) بفتح اللام مصدر، وبكسرها اسم المكان، لعل غرضه أن هذه الكلمة في الجملة للمكان لا المذكورة في القرآن؛ إذًا يصح المعنى بذلك، انتهى كلام الكرماني.
          قرأ الكسائي بكسر اللام، والباقون بفتحها.
          قوله: (مخرج الجميع) _ بالنصب_ أي: خرج إنا أنزلناه مخرج الجميع، وكان القياس أن يكون بلفظ المفرد بأن يقال: إني أنزلته؛ لأن المنزل هو الله نعالى، وهو واحد لا شريك له، وبالرفع؛ أي: لفظ أنزلناه خارج بلفظ الجمع، وفائدة العدول عن ظاهره التأكيد والإثبات؛ لأن العرب إذا أرادت التأكيد والإثبات؛ تذكر المفرد بصيغة الجمع، هذا كلامه لكن المشهور في مثله أن فائدته التعظيم، ويسمى بجمع التعظيم.