مصابيح الجامع الصحيح

طه

           ░░░20▒▒▒ (طه).
          {طه}: هو بسكون الهاء، ونتكلم على المتواترة أولًا، فنقول: قرأ أبو بكر وحمزة والنسائي بإمالة فتحة الطاء والهاء، وورش وأبو عمر بإمالة الهاء خاصة، والباقون بفتحهما، انتهى
          قيل: معنى طه يا رجل في لغة عَك، وقيل: عكل، وقيل: هي لغة يمانية، وحكى الكلبي أنك لو قلت في عك يا رجل لم تجب حتى تقول طه، وقال الطبري: طه في عك بمعنى يا رجل، وقال السدي: معناه يا فلان.
          وقيل: (طأها) بهمز (طأ) أمرًا من وطِئ يطأ، و(ها) ضمير مفعول يعود على الأرض، ثم أبدل الهمزة لسكونها ألفًا، ولم يحذفها في الأمر نظرًا إلى أصلها؛ أي: الأرض بقدميك.
          وقرأ الحسن وعكرمة وأبو حنيفة وورش في اختياره (طه) بإسقاط الألف بعد الطاء وها ساكنة، قاله في «الدر المصون».
          وقال الخليل: من قرأ (طه) فهو يا رجل، ومن قرأ (طه) فحرمان من الهجاء، انتهى
          فصريح كلام «الدر المصون» : أنه على المتواترة معناه يا رجل، وقد رأيت كلام الخليل.
          [قوله: ({خيفة} [طه:67]): أي: خوفة، قلبت الواو المكسورة ما قبلها ياء، ومثله لا يليق بجلالة هذا الكتاب أن يذكر فيه].
          قوله: ({في جذوع} [طه:71] على جذوع): ذهب البخاري إلى مذهب الكوفيين والقتبي، وهو مذهب ابن مالك إلى أن (في) تأتي بمعنى: على، ومذهب سيبويه والجمهور أنها تدل على الظرفية؛ أي: تجعل ما دخلت عليه ظرفًا لما قبلها، إما تحقيقًا نحو: جلست في المسجد أو تقديرًا كهذه الآية، فإنه لما كان المصلوب متمكنًا على الجذع كتمكن / الشيء في المكان عبر عنه بـ(في)، وفي التفسير أنه نقر جذوع النخل حتى جوفها، ووضعهم فيها، فماتوا جوعًا وعطشًا، فهذا حقيقة، وإن كان مجازًا، ففيه وجهان؛ أحدهما: أنه وضع حرفًا مكان حرف.
          الثاني: أنه شبه تمكنهم في جواء الجذع وبمن حوى الجذع واشتمل عليه.
          قوله: (أخطأ الرب): بالنصب.
          قوله: ({سُوى} [طه:58]): بضم السين كذا في أصلنا وصحح عليه، قرأ عاصم، وابن عامر، وحمزة بضم السين، والباقون بكسرها، وتفسير {سِوى} بكسر السين: سوى هذا المكان، وبالضم: نصفًا وعدلًا، فما صحح عليه هو الصواب، وبه يقرأ هنا.