مصابيح الجامع الصحيح

سورة آل عمران

           ░░░3▒▒▒ (سورة آل عمران).
          قوله: ({تقاة} و{تقيَّة} [آل عمران:28] واحد): في نصبها ثلاثة أوجه، وقرأ ابن عباس، ومجاهد، وأبو رجاء وقتادةُ وأبو حَيْوةَ، ويعقوبُ، وسهل، وعاصمٌ في رواية المفضل عنه {تقيَّة} بوزن مَطِيَّة، وهي مصدر أيضًا؛ بمعنى: تقاة.
          قوله: (المسوَِّم): في [الترجمة](1) بفتح الواو، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم بكسر الواو على اسم الفاعل، والباقون بفتحها على اسم المفعول، فأمَّا الأول؛ فيحتمل أن يكون من السوم، وهو ترك الماشية ترعى، والمعنى: أنهم سوَّموا خيلهم؛ أي: أعطوها سَوْمَها من الجري والجوَلان، وتركوها كذلك كما يَفْعل مَنْ يَسِيمُ ماشِيتَه في المَرْعى، ويحتمل أن يكون من السَّوْمَة وهي العلامة؛ على معنى أنهم سَوَّموا أنفسهم أو خيلهم، وفي (التفسير): أنَّهم كانوا بعمائم بيضٍ إلا جبريلَ ◙ فبعمامةٍ صفراء، وروُي أنَّهم كانوا على خيل بُلْق، ورجَّح ابن حزم هذه القراءة بما وَرَد في الحديث عنه ◙ يوم بدر: «سوِّموا، فإنَّ الملائكة قد سَوَّمَتْ، وأمَّا القراءة الثَّانية؛ فواضحةٌ بالمعنيين المذكورين، فمعنى السَّوْم فيها: أنَّ الله سبحانه أرسلهم؛ إذ الملائكة كانوا مُرْسَلين مِنْ عندِ الله لنصرةِ نبيِّه ◙ والمؤمنين، حكى أبو زيد: سَوَّم الرجل خيلَه؛ أي: أرسلها، وحكى بعضهم: سَوَّمْتُ غُلامي؛ أي: أرسلْتُه، ولهذا قال أبو الحسن الأخفش: معنى {مُسَوَّمين}: مُرْسَلين، ومعنى السَّوم فيها: أنَّ الله سبحانه قد سَوَّمَهم؛ أي: جَعَل عليهم علامَةً، وهي العمائم، أو الملائكةُ جَعَلوا خيلَهم نوعًا خاصًا وهي البُلْق، وقد سَوَّموا خيلَهم.
          قوله: ({تَحُسُّونَهُمْ} [آل عمران:152]): يقال: حسسته أحسه، أي: قتلته، وقرأه أبو عبيد رباعيًا؛ أي: أذهبتم حسهم بالقتل.
          قوله: ({نُزُلًا} [آل عمران:198]): بضمِّ الزاي قراءة الجمهور، والحسن والأعمش والنخعي بسكونها، وهي لغة.
          [النزل: بمعنى الثواب، ويحتمل أن يكون بمعنى المنزل، والأول مناسب للمعنى اللغوي، وهو ما يوضع عند القادم من السفر، النازل في الحال.]


[1] سواد في الأصل، ولعلَّ المثبت هو الصواب.