مصابيح الجامع الصحيح

سورة النحل

           ░░░16▒▒▒ (سورة النحل).
          قوله: ({القدُس} [النحل:102]): بضم الدال وسكونها.
          قوله: (هذا(1) مقدم ومؤخر): أي: فإذا أردت القراءة، فأُضمِرَتْ الإرادة؛ لأن الفعل يوجد عند القصد والإرادة من غير فاصل، وعلى حسبه، فكان منه بسبب قوي، وملابسة ظاهرة.
          وقال ابن عطية: {فإذا} [النحل:98] وصلة بين الكلامين والعرب تستعملها في مثل هذا، وتقدير الآية فإذا أخذت في قراءة القرآن فاستعذ، وهذا هو مذهب الجمهور من القراء والعلماء، وقد أخذ بظاهر الآية فاستعاذ بعد أن قرأ، من الصحابة أبو هريرة، ومن الأئمة مالك وابن سيرين، ومن القراء حمزة ═.
          قوله: {مما في بطونه} [النحل:66] ذكَّر الضمير للأنعام، وقال: {والأنعام خلقها لكم} [النحل:5]، فأنَّث ضميرها.
          قوله: (وهي تؤنث وتذكَّر): سمي نعم لكثرة نعم الله تعالى فيه على خلقه من النمو وعموم الانتفاع مع كونها مأكولة، فلذلك وجبت الزكاة فيها لاحتمالها.
          وقال شارح «التعجيز» : لنعومة بطنها، والنعم الإبل والبقر والغنم، هذا عرف شرعي، ونقل الواحدي الاتفاق عليه، وبه جزم النووي وخصه ابن دريد والهروي بالإبل، لقول حسان:
وكانت لا يزال بها أنيس                     خلال بيوتها نعم وشاء
          وقيل: يطلق على كلٍّ من الإبل والبقر، ولا يطلق على الغنم، والأنعام يشمل الثلاث، وهذا غريب في الأسماء أن يدل الجمع على جنس لا يدل عليه المفرد، وهو جمع نعم، يذكر ويؤنث حكاها ابن دريد في «الجمهرة»، والمطرزي في «المغرب»، والبخاري، قال تعالى: {نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهَا} [المؤمنون:21] وفي موضع: {مِمَّا فِي بُطُونِهِ} [النحل:66] وجمع الجمع: أناعم، وقال الفراء: لا يؤنث، تقول: هذا نعم وارد.
          قوله: (وقال ابن عيينة عن صدقة) هو ابن الفضل المرزوي قاله الكرماني، وتفقه فيه الشيخ الوالد ⌐: أنه ابن يسار الجزري أنتهى، أما صدقة بن الفضل فقد سمع ابن عيينة، ويحيى القطان، ورى عنه البخاري في مواضع. /


[1] في الأصل: (هكذا).