مصابيح الجامع الصحيح

الواقعة

          ░░░56▒▒▒ [الواقعة]
          قوله: ({عربا} [الواقعة:37]: مثقلة) قرأ حمزة، وأبو بكر بسكون الراء؛ ومعنى مثقلة؛ أي: مضمومة الراء.
          إشارة: (المتحببات)، وفي بعضها: (المحببات)، والتفعيل يجيء بمعنى التفعل.
          قوله: (فسقْيًا): بفتح السين وضمها.
          قوله: (بمسقط النجوم): بفتح القاف؛ أي: بمغرب، ولعل لله في آخر الليل إذا انحطت النجوم إلى المغرب أفعالًا مخصوصة عظيمة.
          إشارة: إن قلت: ما مراده بقوله: مواقع وموقع واحد والأول جمع والثاني مفرد؟
          قلت: غرضه أن مفادهما واحد؛ لأن الجمع المضاف والمفرد المضاف كليهما عاملان بلا تفاوت على الصحيح.
          قوله: (إن رفعت السلام): الغرض من هذا أن (سقيًا) بالنصب هو دعاء بخلاف السلام، فإنه بالرفع دعاء، وعند النصب لا يكون دعاء.
          تنبيه: قوله: (فسلام عليك إلى آخره): الكرماني: تقديره: فسلام لك أنك من أصحاب اليمين، فحذفت (أن) على اللفظ لكنه مراد في المعنى، وذلك كقولك لمن قال: إني مسافر: عن قريب، فإنك تريد أنت مصدق أنك مسافر.
          و(ألقيت): في بعضها: بالقاف، وفي بعضها: بالغين المعجمة.
          في بعضها: (مسلَّم)، وفي بعضها: (سلم)، وقد يكون كالدعاء من أصحاب اليمين له، كقول القائل: سقيًا لكمدعاء من الرجال له.
          قال الزمخشري: قال: فسلام لك يا صاحب اليمين من إخوانك أصحاب اليمين؛ أي: يسلمون عليك، انتهى.
          أقول: وقال ابن جرير: معناه: فسلام لك أنت من أصحاب اليمين، وهذا يحتمل أن يكون كقول الزمخشري، ويكون (أنت) تأكيدًا للكاف في (لك)، ويحتمل أن يكون أراد أن (أنت) مبتدأ و(من أصحاب) خبره، ويؤيِّدُ هذا ما حكاه قومٌ مِنْ أنَّ المعنى: فيُقال لهم: سلامٌ لك إنَّك من أصحاب اليمين. وأولُ هذه الأقوالِ هو الواضحُ البيِّن؛ ولذلك لم يُعرِّجْ أبو القاسمِ على غيرِه.