مصابيح الجامع الصحيح

باب فضائل أصحاب النبي

           ░░62▒▒ (بابُ: فَضَائِلُِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلعم ومن صحب النبي أو رآه): ضمير المفعول للنبي ◙، والفاعل: للمسلم على المشهور الصحيح، ويحتمل العكس؛ لأنهما متلازمان عرفًا.
          إن قلت: الترديد ينافي التعريف.
          قلت: الترديد في أقسام المحدود؛ يعني: الصحابي قسمان لكل منهما تعريف.
          إن قلت: إذا صحبه فقد رآه.
          قلت: لا يلزم إذ عمرو بن أم مكتوم صحابي اتفاقًا مع انه لم يره، لأنه أعمى.
          إن قلت: ما وجه قول من اكتفى بالرؤية؟
          قلت: لعله جعل الرؤية عرفية إذ من صحب زيدًا، وإن كان أعمى يقال: أنه رآه عرفًا.
          قال مغلطاي في «الزهر الباسم» : ذكر أبو الحسن علي بن الحسين المسعودي أن قومًا قالوا: أول الناس إسلامًا خباب بن الأرت، قال: وقال آخرون: بلال بن حمامة، وذكر عمرو شبه أن خالد بن سعيد بن العاص أسلم قبل علي.
          قال: (ومن صحب النبي صلعم، أو رأه): فهو من أصحابه، اختلف في حد الصحابي على أقوال جمعها والدي ⌂.
          فائدة: يعرف كونه صحابيًّا بالتواتر، أو الاستفاضة، أو الشهرة، أو بإخبار بعض الصحابة، أو بعض ثقات التابعين، أو بإخباره عن نفسه بأنه صحابي، إذا كانت دعواه تلك تدخل تحت الإمكان، وقد استشكل هذا الأخير جماعة من حيث إن دعواه تلك نظير دعوى من قال: أنا عدل، ويحتاج إلى تأمل.
          فائدة: ابن ذؤيب الهذلي الشَّاعر رأى النبي صلعم مدرجًا في أكفانه، وعده الذهبي في الصحابة.
          وقال الكرماني: إن قلت: من رآه بعد وفاته قبل دفنه، هل يسمى صحابيًا؟
          قلت: نعم.
          إن قلت: من رآه في المنام فقد رآه حقًا فيكون صحابيًا؟
          قلت: المتبادر إلى الذهن الرؤية في اليقظة؟
          إشارة: في المنتقى من «تاريخ نيسابور» للحاكم عن مهران بن أبي عمر الرازي: قال: صليت في مسجد فإذا إمامهم يلعن أبا بكر وعمر ╠، فما عدت إلى ذلك المسجد إلا بعد حين، فوجدت إمامهم يدعو لهما، فسألت بعض أهل المسجد عن ذلك، فقال: تحب أن ترى الإمام الأول، قلت: نعم، فأدخلني دارًا، فإذا كلب رابض، فقال: للكلب ألست كنت تلعن فلانًا فلانًا، فأشار برأسه: أن نعم.
          فائدة: روي عن عمر ☺ أنه نذر قطع لسان عبيد الله بن عمر، إذ شتم المقداد بن الأسود، فكلم في ذلك فقال: دعوني أقطع لسانه حتى لا يشتم أحدًا من أصحاب النبي صلعم.
          فائدة: صحابي عمر دهرًا كبيرًا وهو هامة بن الهيم بن لاقيس بن إبليس، وحديثه موضوع.