مصابيح الجامع الصحيح

الحاقة

          ░░░69▒▒▒ [الحاقة]
          قوله: ({عيشة راضية} [الحاقة:21]) يريد فيها: الرضا.
          أقول فيها ثلاثة أوجه: أحدها: أنه على المجاز، جعلت العيشة راضية لمحلها وحصولها في مستحقها، أو أنها لا حال أكمل من حالها.
          الثاني: أنه على النسب؛ أي: ذات رضا.
          الثالث: أنها مما جاء فيه فاعل بمعنى مفعول، كما جاء مفعول بمعنى فاعل، كقوله: {حجابًا مستورًا} [الإسراء:45]؛ أي: ساترًا.
          الكرماني: يريد فيها الرضا؛ أي: ذات رضا، يريد أنه من باب ذي كذا، كتامر ولابِن، وقال علماء البيان أنه استعارة بالكناية.
          قوله: (ويقال: طغت...) إلى آخره: قال شيخنا: لم يظهر لي فاعل (طغت)؛ لأن الآية في حق ثمود وهم قد أهلكوا بالصيحة، ولو كانت عادًا لكان الفاعل الريح، وهي لها الخوان، وتقدم في أحاديث الأنبياء أنها (عتت على الخزان)، وأما الصيحة فلا خزان لها، فلعله انتقال من (عتت) إلى (طغت)، انتهى
          قوله: ({بالطاغية} [الحاقة:5])؛ أي: بطغيانهم؛ يعني الفاعلة، جاء مصدرًا كالعاقبة والباقية.